Site icon IMLebanon

إيران وهاوية الإفلاس

 

المدن الإيرانية الغارقة في أزمة مياه الشّرب وتلوثّها ستشرب النّفط، دونالد ترامب لا يمزح أبداً، وفي الأيام المقبلة تدخل إيران جحيماً حقيقيّاً سيقودها إلى بدء الدول المستوردة لنفطها بالتوقّف عن شرائه، بالأمس خرج من طهران كلام له العجب، وهو مثير للسخرية والضحك فأحد قادة الحرس الثوري الإيراني رئيس «منظمة الدفاع السلبي» الإيرانية، غلام رضا جلالي اعتبر أنّ «التغييرات المناخية التي تشهدها إيران غير طبيعية وناتجة عن تدخل أجنبي وأنّ المراكز العلمية الإيرانية من خلال دراساتها اكتشفت أنّ فرقاً مشتركة من إسرائيل ودولة أخرى، تعمل على جعل الغيوم التي تدخل إيران غير ممطرة، إضافةً لهذا، نواجه سرقة الغيوم والثلج أيضا»!! هذا الكلام هو ردّ «الدولة الإيرانيّة» على احتجاجات اندلعت في جنوب غربي إيران وبالتحديد في مدينتي المحمرة وعبادان، بسبب تلوث وشح المياه، حيث يتهم المحتجون السلطات بسوء الإدارة ونقل مياه منطقتهم إلى مناطق أخرى!!

 

هكذا دولة كيف ستواجه توقف دول العالم عن شراء نفطها؟ الشركات الأوروبيّة خططت التوقّف التدريجي عن شراء النّفط الإيراني تغلق الباب أمام خمس صادرات إيران من النّفط الخام، شركة «ميرسك تانكرز» الدنماركية المتخصصة في تشغيل ناقلات المنتجات النفطية إيقاف اتفاقاتها مع العملاء تدريجيا في إيران بحلول تشرين الثاني المقبل.

في حزيران الماضي انخفض حجم الخام والمشتقات الإيرانية المتجهة نحو كوريا الجنوبية، والتي كانت تأخذ في المتوسط 205 آلاف برميل يومياً بشكل حاد.. الهند ثاني أكبر مشترٍ للنّفط الإيراني وجدت مخرجاً لإحراجها فأعلنت أنّها لا تعترف بالقيود أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة وأنّها تلتزم بالعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة، لم يخفِ المعنيّون في الهند أنّها ستضطر إلى التحرك لحماية انكشافها على النظام المالي الأميركي، أمّا شركات التكرير اليابانية فقد زادت مشترياتها من النفط الأميركي كبديل للإمدادات الإيرانية.

في الثالث والعشرين من أيار طالب المرشد الإيراني علي الخامنئي القوى الأوروبية بحماية مبيعات النفط الإيرانية من العقوبات الأميركية ومواصلة شراء الخام الإيراني، إذا كانت تريد من طهران البقاء في الاتفاق النووي، كلام الخامنئي تزامن مع إعلان وزارة النفط الإيرانية (شانا) أنّ صادرات إيران النفطية سجلت 2.7 مليون برميل يوميا في أيار، وهو أعلى مستوى منذ رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران في عام 2016، لم تصل فرحة إيران إلى قرعتها مع هذا الإعلان، إذ تلقّت في 18 حزيران 2018 ضربة موجعة فهوت صادراتها النفط الإيرانية هوت 16% وتراجعت بحدة خلال الأسبوعين الأولين من شهر حزيران الماضي.

صحيح أنّ إيران كابرت واعتبرت مطالبة الرئيس الأميركي دول العالم بالتوقّف عن شراء النّفط الإيراني لن تفلح بسبب اعتماد العالم على إمدادات النفط الإيرانية، وأنّ العالم لا يستطيع أن يستغني عن النفط الإيراني منذ 2 حزيران  2018 إيران تسرّع مبيعات النفط وتشحنه مجاناً قبل العقوبات، ووافقت إيران على شحن النفط بدون مقابل تقريبا إلى مصافي التكرير الهندية!

لن تعدم طهران اختراع «كذبة» كتلك التي أعلنتْ بالأمس أنّ إسرائيل ودولة أخرى تسرق «غيوم» إيران، وستخاطب بها شعبها، سيصبح شرب النّفط حلالاً لأنّ «الأعداء» حاضرون دائماً لإلباسهم كلّ التهم!