قد تندلع الحرب في أيّ دقيقة، ونتمنّى أن يدفع بشّار الجزّار رأسه ثمناً لقرار إخراج إيران من سوريا، ليس سرّاً أنّ الحرب ضدّ إيران وحزب الله قد تندلع من سوريا، وقيل الكثير أنّ إشارة الحرب تنتظر انتهاء الانتخابات النيابيّة في لبنان، «يا فرحة ما تمّت» ضاعت فرحة حزب الله قبل إيران بنتائج الانتخابات اللبنانيّة، وهو قبل إيران يتحسّس عنقه الفارسي، فالرأس الإيراني ضربته بالأمس صاعقة ترامبيّة فطوشته مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران، هذا الخبر ـ الزلزال مبهجٌ وبالتأكيد ستكون له توابع وارتدادات تهزّ الدّاخل الإيراني أكثر من الزلازل التي تهزّ الأرض الإيرانية منذ مدّة، وستصيب بالتأكيد أذنابها في المنطقة.
في 27 نيسان الماضي هدّد مستشار علي الخامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بخطوات انتقامية في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، فيما دعا سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام والقيادي في الحرس الثوري محسن رضائي، إلى أن تؤخذ تهديدات وزير الخارجية محمد جواد ظريف وأمين عام مجلس الأمن القومي علي شمخاني على محمل الجد، وهو التهديد بخروج إيران من اتفاقية حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.
ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني بالأمس بأنّ «ترامب يشنّ علينا حرباً نفسية واقتصادية ولن نجعله ينجح»، يدرك جيّداً أنّه يخدع الشعب الإيراني والدّول الأوروبيّة الدّاخلة في الاتفاق، سبق ورفضت إيران توقيع الاتفاق النووي مع الدول الأوروبيّة ما لم تكن أميركا من ضمن الموقعين، لا فرنسا ولا بريطانيا ولا ألمانيا تهمّ إيران، ما يهمّها فقط التوقيع الأميركي على الاتفاق، لأنّ توقيع «باراك أوباما» السيّىء الذّكر أعطى إيران ضوءاً أخضر لتطيح في المنطقة!
أساساً إيران تهتزّ على وقع الاحتجاجات الدّاخليّة، ووزارة الخزانة الأميركيّة سارعت بالأمس بتحديد مهلة للشركات الأميركية من 90 إلى 180 يوماً لتجميد نشاطها في إيران، فيما تسارعت الاستعدادات الإسرائيليّة لضربة عسكريّة إلى حدّ يجعل المتابع يظنّ أن الحرب ستندلع الآن، خصوصاً وأن الكنيست الإسرائيلي فوّض رئيس الحكومة الإسرائيليّة ووزير الدفاع إعلان الحرب، وسيناريوهات الحرب المنشورة منذ أشهر تشير إلى حرب على جبهة الجولان في سوريا وعلى جبهتي الجنوب والبقاع اللبناني، ولكن لا أحد في لبنان أخذ التحذيرات على محمل الجدّ!
إيران ترتعد وترتجف خوفاً، ثمّة قرار اتخذ بإخراجها من الشرق الأوسط وإعادتها إلى حدودها الإيرانيّة، نتمنّى ـ حتى ولو كان الثّمن هو حرب مدمّرة ـ إنهاء مغامرة الخميني المجنونة لتدمير المنطقة العربيّة، قبل أيام قليلة كتبنا في هذا الهامش أنّ «الحرب هي الحلّ»، لقد تركت الفرصة لإيران لتنشب أظافرها في الجسد العربي الواهن، هنا ثمّة أمرٌ لا بدّ أن يطمئن اللبنانيّين بأنّ بيروت لن تكون العاصمة الرابعة…
أمّا على مستوى حزب الله وأجندته الإيرانيّة، فهو بالتأكيد سيتورّط ويورّط لبنان في أي حربٍ ستندلع، وكلّ حرب لها ثمن، وعلى حزب الله أن يعي أن واقع المنطقة اليوم مختلف تماماً عن حماقة قتله ثمانية جنود وخطف اثنين لمبادلتهم بالديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين تولّى تصفيتهم إيلي حبيقة، وإيران لا تريد أن تصدّق ذلك فورّط لبنان في حرب تموز، هذه المرّة حشود حاملات الطائرات تعجّ من حولنا، والتّحالف الدولي هنا، وقد تم إعلانه حزب إرهابي وأنّه سيواجه حرباً دوليّة عليه وليس حرباً إسرائيليّة فقط.
الحرب واقعة، للأسف، ولكلّ حرب ضحايا وخسائر، نتمنّى أن يكون ثمن الحرب المقبلة هو خروج إيران من المنطقة ونزع سلاح حزب الله، ومن يعش سيرى.