ذكرت وكالة «إيسنا» شبه الحكومية في إيران أنّ المساعد الدولي في منظمة الحج الايرانية محمد رضا باقري توجه الى تركيا وقدم الى رئيس منظمة الديانة التركية محمد غورمز حول ما سماه «عرقلة السعودية للحجاج الايرانيين عن المشاركة في الحج»، وأبلغ الجانب التركي عما حدث بين إيران والسعودية من مفاوضات.
وزعم المسؤول الايراني أنه على مدى الاشهر الخمسة الماضية لم تؤدِ محاولات منظمة الحج والزيارة الايرانية الى نتائج ملموسة حول مشاركة الايرانيين في الحج متهماً السعودية «بالعرقلة والعمل غير البناء».
وهذه لم تكن المرّة الاولى التي يزور فيها ممثل عن وزارة الحج الايرانية تركيا ويطلب السماح للحجاج الايرانيين بتنظيم شعائر خاصة هي أشبه بالتظاهرات… باعتبار أنها تعوق قيام الحجاج الآخرين بتأدية الشعائر بيسر.
ويبدو أنّ إيران تفتش يومياً لا بل كل لحظة على مشكلة مع العالم العربي خصوصاً مع المملكة العربية السعودية.
وتاريخ الايرانيين في الحج تاريخ سيئ للأسف لأنهم في كل سنة في موسم الحج ينظمون تظاهرات تحت زعم أنّ هكذا هي عقيدتهم وهذا واجب ديني… هنا لا نريد أن نبحث معهم حول هذا التقليد غير الموجود في أي كتاب من الكتب وليس هناك مذهب أو حركة دينية عندها مثل هذا التقليد وهذه الطقوس…
على كل حال، تاريخ الايرانيين في مواسم الحج مشهور بإقامة التظاهرات وإطلاق الخطابات… وبما أنه في موسم الحج هناك نحو أربعة ملايين حاج يؤدون مناسك الحج خلال يومين جميعاً في الوقت ذاته والمكان ذاته بين مكّة ومزدلفة وجبل عرفة… كل ذلك خلال هذا الوقت القصير لذلك فإنّ إمكانية توفير كل الوسائل والتسهيلات التي تقوم بها المملكة، وهي مشكورة، وهي تتحمل مسؤولية أمنية كبيرة فيتولى أمن الحجيج أعداد كبيرة من مختلف القوات العسكرية والأمنية ووزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الحج، هؤلاء كلهم مسخّرون لتقديم المساعدات على جميع أنواعها للحجاج وتأمين الاكل والشرب والمأوى والاسعافات الطبية وغيرها من المستلزمات(…)
لا ندري لماذا لا يكون الحجاج الايرانيون مثلهم مثل باقي الحجاج ومن مختلف أنحاء العالم، خصوصاً وأنّ عديد الحجاج يبلغ أربعة ملايين، فكم هو عدد الحجاج الايرانيين؟
وهل يجب أن يكون حجاج العالم جميعاً تحت إرادة ما يريده ولاية الفقيه الجالس في إيران؟ وفي الحقيقة فإنّ تقاليده وتعاليمه الدينية وموضوع ولاية الفقيه هي أصلاً موضع خلاف بين المسلمين.
ونتذكر أنّ المغفور له الملك عبدالله وجه دعوة الى الرئيس الايراني في ذلك الوقت أحمدي نجاد، وعلمنا أنّه طلب أن يؤمنوا له باصاً مكشوفاً وطبعاً لا يوجد «باص» مكشوف وانطلاقاً من أنه كان بدعوة ملكية من الملك عبدالله فقد اضطرت المراسم الملكية لإلغاء سقف أحد «الباصات» إكراماً لضيف الملك وهذه كانت أول مرة في تاريخ الحج يحصل مثل هكذا تصرّف.
على كل حال، الحقيقة هي أنّ المشكلة ليست مشكلة طقوس وطلبات غير طبيعية… المشكلة أنّ إيران تريد أن تفتعل مشكلة مع المملكة! هذا باختصار شديد فلو انها تريد تجنّب المشاكل فليس هناك مشكلة في مشاركة الحجاج الايرانيين في ممارسة مناسك الحج، ولكن؟؟؟