IMLebanon

ظريف يقول لأميركا: القوة لا تصنع الحق

 

 

أوافق وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف قوله لأميركا بأنّ عليها أن تفهم أنّ القوة لا تصنع الحق.

 

هناك مثل شعبي يقول: «الإيد اللي ما فيك عليها بوسها وادعي عليها بالكسر». بمعنى أدق أنّ معظم شعوب العالم العربي لا يحبون أميركا لسبب جوهري هو هذا التحيز الأعمى لاسرائيل، فأميركا لا يهمّها إلاّ «إسرائيل»، وأمن «إسرائيل»، ومصالح «إسرائيل»، وتقف داخل الأمم المتحدة لِتُفْشِلَ أيّ قرار ممكن أن يُتخذ ضد «إسرائيل». هذا التحيّز لإسرائيل ضد العرب، خلق عند الشعوب العربية نوعاً من الكراهية، بالرغم من أنّ التقدم العلمي الاميركي جعل من الولايات المتحدة اقوى دولة في العالم، حتى الآن، بشهادة الجميع ورغم ما تتخذه من مواقف قد لا تعجب البعض.

 

وبالرغم من كرهنا للمواقف السياسية لحكومة أميركا فإننا لا نستطيع أن نكون ضدها، لأنّ الذي يقف ضد أميركا يدفع الثمن غالياً، وأكبر دليل على ذلك كوريا الشمالية فبالرغم من التطوّر الكبير الذي حققته في مجال صناعة الصواريخ فإنّ إقتصادها لا يزال يعاني جرّاء العقوبات المفروضة عليها من أميركا.

 

إنطلاقاً مما ذكرنا، فإنّ حاجة إيران الى أميركا في «الصغيرة والكبيرة» ضرورية، وأنّ محاربة أميركا أوصل الأوضاع الاقتصادية في إيران وكل دولة حليفة لها ستدفع الثمن غالياً، وهذا ليس سراً، فعلى سبيل المثال أيام الشاه كان الدولار يساوي 5 تومان، أما اليوم فوصلت قيمة الدولار الى 220 ألف تومان، ماذا يعني ذلك؟ يعني أنّ الاقتصاد الإيراني منهار، وكذلك الحالة بالنسبة للعراق، فقد كان الدينار العراقي يساوي 5 دولارات، أما اليوم فإنّ الدولار يساوي آلاف الدنانير، وهذا يعني أيضاً إنهيار الاقتصاد العراقي. للمناسبة أيام الرئيس صدام حسين وتحديداً عام 1980، كان هناك فائض في الخزينة العراقية يقدّر بـ180 مليار دولار أميركي، فإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على الوضع الاقتصادي المميّز الذي كانت تنعم به العراق الذي كان دولة غنية. أما اليوم فالعراق يحاول أن يقترض 4 مليارات من الدولارات كي يدفع رواتب لموظفي الدولة العراقية.

 

وماذا عن سوريا، لقد تسلم بشار الأسد سوريا «صفر ديون» والحالة الاقتصادية ممتازة. أما اليوم وبسبب السياسة الايرانية، أصبحت سوريا دولة «شحادة» لا تستطيع أن تطعم جيشها حيث رصدت في موازنتها 400 ل.س لإطعام الجندي السوري يومياً… ماذا يعني هذا؟ أيضاً انه يعني بكل بساطة أنّ على الجندي السوري أن يأكل بـ10 سنتات يومياً. فبالله عليكم ماذا تشتري بـ10 سنتات من الأطعمة؟ طبعاً لا شيء. إشارة الى أنّ سوريا تحتاج الى 600 مليار دولار لإعادة بناء ما تهدّم، ما يعني أنّ الوضع الاقتصادي كارثي.

 

لبنان أيضاً، وبسبب إلحاقه بمحور المقاومة والممانعة يمر بأكبر كارثة إقتصادية في تاريخه، حيث بلغت ديونه 85 مليار دولار، وانهارت العملة الوطنية، والأمل في أن يأتي مشروع حكومة حقيقية يمكنها إنقاذ لبنان بشروط ثلاثة:

 

أولاً: حكومة من دون «حزب الله».

 

ثانياً: حكومة من دون أسماء مستفزة مثل جبران باسيل.

 

ثالثاً: إعطاء رئيس الحكومة صلاحيات إستثنائية لأنه لا وقت لها كي تعود الى المجلس النيابي وتنتظر موافقته.

 

أقول لوزير خارجية إيران: كفى مزايدات، كفى إنتقادات. فإذا كنتم تريدون محاربة أميركا فما عليكم إلاّ أن تطعموا شعبكم لا أن تجوّعوه، لأنكم لن تستطيعوا أن تحكموه إذا كان جائعاً.