Site icon IMLebanon

«الملالي»… وعقدة «الشيطان الأكبر»  

 

 

كما هو معلوم، فإنّ نظام «الملالي» في إيران، إثر عودة الإمام آية الله الخميني بعد الاتفاق مع الاميركيين على إقامة حرب تشنّها إيران على العراق، كما أعلن ذلك وزير خارجية أميركا اليهودي هنري كيسنجر، خاصة وأنّ كيسنجر كان واضحاً عندما طلب من شاه إيران بأن يقوم بحرب لإسقاط الرئيس العراقي صدّام حسين، وبعد رفضه تم الاتفاق بين كيسنجر وبين الخميني على هذا الامر.

 

عند عودة الخميني الى طهران أطلق على أميركا، اسم «الشيطان الاكبر» وعلى إسرائيل لقب «الشيطان الأصغر»، وطبعاً الفيلم الاول كان استبدال سفارة إسرائيل بسفارة فلسطين.. وهذا كان أول عمل ضد اسرائيل. كذلك جاء الفيلم الثاني بمحاصرة السفارة الاميركية الذي دام 444 يوماً حتى انتخاب الرئيس رونالد ريغان والذي كان يهدّد اثناء الحملة الانتخابية، انه إذا ربح الانتخابات سوف لن يسمح بإبقاء السفارة تحت الحصار، مهدّداً بأنه سوف يزيل طهران من الخارطة العالمية، وهكذا انكفأ الحرس الثوري.

 

الفيلم الثالث كان تعيين اللواء قاسم سليماني التابع للحرس الثوري قائد «فيلق القدس»، الذي بقي يخرّب في لبنان وسوريا والعراق واليمن منذ عام 1978 وحتى تاريخ اغتياله في مطار بغداد عائداً من دمشق ومعه نائب قائد ميليشيا الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقد جرت العملية بكبسة زر قامت بها مجنّدة أميركية عمرها 22 سنة، وهي جالسة على الكمبيوتر في ميامي لتنتهي اسطورة «فيلق القدس»، الذي لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه القدس مع أنّ اسمه «فيلق القدس».

 

ما حدث بالأمس القريب، أنّ صواريخ أطلقت على مطار «أبوظبي» وتحديداً على خزانات النفط لشركة (ادكو)، وكانت ردة فعل حوثيّة على الهزيمة الكبرى، التي تكبدها الحوثيون في مأرب وفي شبوة ما يُعْتبر انتصاراً كبيراً لقوات العمالقة الخاصة التابعة لجيش «أبوظبي»، وكانت محاولة لرفع معنويات القوات الحوثية التي أصيب عناصرها بإحباط شديد. واللافت للنظر أنّ هناك زيارة قام بها الشيخ نهيان بن مبارك وزير التسامح والمبعوث الخاص لبلاده لحضور احتفالات تنصيب ابراهيم رئيسي  رئيساً جديداً لإيران، ويُقال إنّ اللقاء كان ودياً الى أقصى الحدود.

 

وفي الفترة الأخيرة، زار مستشار الامن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد طهران وكان ذلك منذ 3 أسابيع ووصفت زيارته بالناجحة.

 

ولجأت إيران الى إعطاء الحوثيين الطائرات المسيّرة التي تعتبرها من أهم الاسلحة في الحرب الجديدة، وللعلم فإنّ هذه الطائرات في الأساس تكنولوجيا صينية ومواد كوريّة شمالية ومن ابتكارات الحرس الثوري الايراني.. من هنا نشطت مصانع السلاح الايرانية في إنتاج وتطوير الطائرات المسيّرة هذه التي تتمتع بمواصفات قتالية معقّدة.

 

ويعتبر الاعتداء على الإمارات من قِبَل الحوثيين، سوء تقدير سياسي، بمعنى أنه قام بالفعل من دون أن يُحْسِن تقدير ماذا سيكون ردّ الفعل.

 

إنّ ما جرى من اعتداء على الإمارات، يذكّرنا بالتاريخ السيّئ خلال الحرب الاميركية على ڤيتنام، حين كانت الطائرات الاميركية تقصف سايغون وغيرها من المناطق بشكل عنيف.. وفي الوقت نفسه، كانت الاجتماعات بين الطرفين تُعْقد في فرنسا لبحث إمكانية السلام.

 

وقد يكون الاعتداء على الإمارات:

 

1- عملاً إعلامياً يسعى لهدف نفسي بعد هزائم الحوثيين في اليمن.

 

2- محاولة لإزعاج «أبوظبي» حتى تخفّف من دورها في معارك شبوة ومأرب.

 

3- إظهار قدرة ميليشيات إيران في المنطقة في وقت تدخل فيه مفاوضات ڤيينا مرحلة حاسمة.

 

4- رفع معنويات الحوثيين عقب قصف طيران التحالف الأخيرة.

 

إنّ ما قام به الحوثيون، عمل غير عقلاني ولا منطقي وغير مدروس… إنه باختصار قد يكون عملية ابتزاز مقصودة لتعزيز موقفها من محادثات ڤيينا… لأنّ عقدة أميركا «الشيطان الأكبر» لا تزال تتحكم بقرارات نظام الملالي. هذه القرارات التي بَدَتْ في الفترة الأخيرة عشوائية وغير مدروسة.