IMLebanon

ايران تودع سلاحها النووي؟!

 

اوحت الساعات الاخيرة الماضية ان المفاوض الايراني في الملف النووي اقترب من «رفع العشرة» بالنسبة الى القبول بتجميد  النشاط النووي لعشر سنوات بعكس كل ما يقال عن صلابة  طهران في ردها على مطالب  واشنطن، وقد جاء هذا التوقع قياسا على الضائقة المالية الاقتصادية التي تعاني منها ايران من غير حاجة الى الايحاء بالعكس في مجال تورطها في امور وقضايا ذات العلاقة بمحيطها العربي تحديدا فيما يعرف الجميع ان ايران تصرف بالمليارات على ثورة الحوثيين في اليمن والامر عينه ينطبق على ما تقدمه ايران الى سوريا من مساعدات مالية باهظة ولحزب الله في لبنان  بما في ذلك المعارضة البحرانية!

والملاحظ ان الضغط الاميركي المالي والاقتصادي على ايران منذ اكثر من عشر سنين قد  اثر بصورة واضحة على الحال الاجتماعية للفرد الايراني  حيث لا يتعدى المدخول الشهري  للمواطن مئتي دولار، فيما يتقاضى اي مسلح من المتعاونين مع طهران في البحرين واليمن ولبنان وسوريا ما لا يقل عن خمسمائة دولار تقتطعها ايران من حساباتها الداخلية التي لها حسابات مختلفة عما تصرفه في الخارج الامر الذي يؤدي الى ارباك المالية الايرانية بمعدلات قياسية من الصعب، بل من المستحيل ان تبقي ايران على مصارفات  الخارج على ما هي عليه مهما اختلفت الاعتبارات؟!

ان انهاك المالية الايرانية جراء تدخلها في الحرب السورية  لا يحتاج الى ايضاحات، خصوصا بالنسبة الى ما تقدمه طهران من ان مساعدات عسكرية في كل من اليمن وسوريا تكاد تكلف زهاء نصف الموازنة المالية التي تذهب لشراء السلاح من روسيا والصين، ما يعني ايضا ان استمرار  النزف العسكري الايراني يشبه ما حصل اخيرا  في كوبا التي تعاني جراء الضغوط الاميركية بما يؤثر على ماليتها  العامة  الى حد الصفر؟!

من هنا يفهم اقتراب  طهران من التسليم بما تطالبها به اميركا اقله لافساح المجال  امام كسر الاجراءات المالية – الاقتصادية، والا فان المالية الايرانية ستكون معرضة الى الافلاس لولا خفض التقديمات للمواطن الايراني العادي الذي بات يشكو من كل شيء، ان بالنسبة الى اسعار المواد الاستهلاكية المستوردة، او بالنسبة الى تراجع مداخيل النفط الى ما يعادل النصف، حيث ان مثل هكذا اجراءات بالنسبة الى اسعار النفط قد ضربت الاقتصاد الايراني في الصميم جراء انخفاض مردوده الى النصف تقريبا؟

اللافت في خصوص المصادفات الايرانية ان طهران غير قادرة على التراجع عما تقدمه للحوثيين في اليمن ولحزب الله في لبنان بما في ذلك سوريا، حيث ترى انها قد حققت ما يرجى منه تعزيز عوامل الرفض في مواجهة اية خطة من قبل الاميركيين عموما والاوروبيين خصوصا، اضافة الى ان مجالات التعاون مع الغرب قد وصلت الى الصفر في المرحلة الاخيرة، ظنا من ايران انها قادرة على التحكم بمصالح اميركا في دول الخليج العربي حيث تدفع طهران مبالغ ضخمة مقابل استمرار هيمنتها العسكرية في كل من العراق وسوريا.

وفي مطلق الاحوال لا بد من ان تكون المالية الايرانية في اسوأ وضع بلفته في المرحلة الاخيرة، لاسيما ان اجراءات التقشف لم تفعل فعلها بقدر ما زادت من معدل الانتقاد الداخلي الذي لولا الاجراءات التعسفية لما كان بوسع احد وقفه قياسا على ما هو حاصل في كل من سوريا واليمن، لان الدور الايراني من ضمن المستحيلات التي تمنع تغيير وجهة اية معركة سياسية او عسكرية مربحة للايرانيين؟

وما يقال عن ايران، لا بد وانه ينطبق على ما يقال عن روسيا الاتحادية التي تعاني من مديونية اوروبية، فيما لم تسجل تجارة السلاح مداخيل  نقدية، كون الروس يقدمون اسلحة بالمجان للايرانيين وللسوريين، من غير ان يعرفوا ما اذا كانت الدول المشار اليها قادرة على سداد ديونها في المستقبل المنظور!

وبالنسبة الى كل ما تقدم فان السوريين ليسوا في وارد وقف مستحقات السلاح لموسكو التي تعرف بدورها عدم قدرة سوريا واليمن وحزب الله على توفير بدائل مالية للسلاح الذي يصلها من روسيا، ما يعني ايضا ان الجميع  في حال ارهاق جراء فاتورة السلاح المباشرة وغير المباشرة، لان لكل بلد حساباته، باستثناء حزب الله الذي ينشط في مجال الايحاء بانه جاهز لترجمة اي قرار يصدر عن طهران ويتعلق بالوضع الاسرائيلي؟!

من هنا يفهم تراجع ايران عن تصلبها في مجال وقف موقت لانتاجها النووي، الى حد القبول بما تطالب به اميركا واسرائيل لجهة ارجاء مشاريع طهران النووية لعشر سنين؟!