قررت إيران أن ترسل قوات خاصة الى سوريا، ماذا يعني هذا الكلام؟
هل يعني أنّ النظام السوري أصبح في خبر كان والقرار والسيادة في سوريا أصبحا لإيران؟
هل أصبحت سوريا مستعمرة إيرانية؟
إيران تأمر «حزب الله» عن طريق قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري أن يذهب الى سوريا، ويتحفنا السيّد حسن نصرالله بقوله: لو لم نتدخل في سوريا لجاء الارهاب الى لبنان، ومرّة ثانية يقول إنّه سيرسل الآلاف والحزب كله وأولاده ونفسه الى سوريا، ومرّة ثالثة يقول إنّ الذهاب الى سوريا والإنخراط في حربها هو أهمّ قرار اتخذه في حياته.
الى ذلك، يتحفنا خامنئي بالقول إنّه يسيطر على أربع عواصم عربية، وهنا نسأل ونتساءل: انّ مشروع السلام الذي تسعى الامم المتحدة لجمع الفرقاء المتناقضة بموجبه، فما هو رأي مجلس الامن الدولي في القرار الايراني، وهل يساعد على حل المشكلة في سوريا؟
وفي الوقت ذاته نسأل أميركا وروسيا المعنيتين كذلك بالمسألة السورية، ما رأيهما في الخطوة الإيرانية؟ وهل الكلام الايراني يساعد على الحل؟
فعلاً هذه وقاحة، يا جماعة إنّ ما أوصل الأمور في سوريا الى هذه الحرب الأهلية المدمرة، العبثية، هو أنّ النظام الطائفي العلوي يتصرّف طائفياً ومذهبياً وليس وطنياً، ولو كان وطنياً لما وصلت الأمور الى ما وصلت إليه اليوم، ومَن يظن أنّ التدخل الايراني و«حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية يمكن أن يؤدي الى نتيجة لكان توصّل إليها في السنوات الأربع الماضية ولما اضطروا للإستعانة بالدولة العظمى الروسية التي جاءت لإنقاذهم، والتي لولاها لكان النظام في خبر كان.
والذي يعملون «القبضايات» اليوم هم الايرانيون والنظام العلوي و»حزب الله» والميليشيات الشيعية الذين دمغوا الصراع باللون الطائفي، وتطرفهم هو الذي أدّى الى قيام «داعش» وأخواته، والتطرّف يستدرج التطرّف المقابل، فالتطرّف الشيعي هو الذي استدرج التطرّف السنّي.