إيران لا تريد حكومة في لبنان
لقد أثبت «حزب الله» انه لا يستطيع أن يوافق على تأليف حكومة في لبنان إلاّ بعد أن يأخذ موافقة إيران.
والمشكلة أنّ إيران تريد أن تقول لأميركا بأنها لا يمكن أن تسمح بتأليف حكومة في لبنان إلاّ بعد موافقتها… والسبب أنّ إيران تريد أن تقول لأميركا بأنها دولة عظمى في الشرق الأوسط وأنها تسيطر على أربع عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، أو كما قال ملك الاردن عبدالله الثاني محذراً من الهلال الشيعي.
لنأخذ مثلاً، في العراق تشكلت نصف حكومة ثم فرطت لأنّ إيران تريد أن تقول إنها هي التي تقرر متى تتشكل الحكومة في العراق، وأكبر دليل أنها سمحت بتشكيل نصف حكومة ثم فرطت لتقول لأميركا تحدثوا معي.
على كل حال، «حزب الله» كان يحتفظ بورقة التعطيل منذ اللحظة الأولى لتكليف الرئيس الحريري، يومها تحدثوا مع الرئيس الحريري الذي قال لهم بالحرف الواحد لن أقبل بأن أوزّر أي نائب من جماعتكم وجماعة سوريا، وأنّ الذين يسمّون أنفسهم المعارضة السنية في الحقيقة هم أفراد من النواب استطاعوا في ظروف معينة وقانون انتخاب صنع من أجل إنجاح جبران باسيل ومن أجل أن يقول «حزب الله» إنّه لا يمثل الشيعة فقط بل انه يملك امتداداً الى الطائفة السنّية.
«حزب الله» بقي ساكتاً عن موضوع توزير جماعته بما يسمّى المعارضة السنّية معتمداً على الخلاف بين «القوات اللبنانية» وبين جبران باسيل، وبقي الخلاف لأشهر حول عدد الوزراء والوزارات، وحول نائب رئيس الحكومة… وكانت المفاجأة الكبرى لـ»حزب الله» أنّ رئيس «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وافق على الوزارات التي عرضت عليه، والأنكى أنّ رئيس الجمهورية أبلغ الرئيس المكلف الموافقة على إعطاء وزارة العدل الى «القوات»، وعندما وافق الدكتور سمير جعجع فما كان من «حزب الله» إلاّ أن اتصل برئيس الجمهورية محذراً من أنّ «القوات» سوف تستغل وزارة العدل من أجل المحكمة الدولية أولاً، ولمصلحتها في الخلاف على محطة تلفزيون الـL.B.C.I… علماً أنّ الوزير البروفسور إبراهيم نجار كان وزيراً للعدل وكان حيادياً وعادلاً بشهادة الجميع، ولكن الحقيقة أنّ «حزب الله» استغل هذه الذريعة لأنه لا يريد حكومة في المطلق،
1 Banner El Shark 728×90
أخيراً، وبعد خمسة أشهر، وبعدما وصلت الأمور الى نهايتها، رأى «حزب الله» أنه لم يعد عنده أي وقت أو ذريعة للمناورة ففتح ورقة المعارضة السنّية وزاد عليها أنّ السيّد قد وعدهم، وعندما يعد السيّد يفي بوعده، وبما أنّ الموافقة الايرانية لم تأتِ جاء قرار «حزب الله» بدعم المعارضة السنّية.
الكرة اليوم في ملعب فخامة الرئيس خصوصاً أنّ «حزب الله» يعتبر حليفاً أساسياً له.. والسؤال اليوم كيف يمكن أن تحل هذه المشكلة؟ نقول بصراحة إنّ القرار في طهران وبدون لف أو دوران، و»حزب الله» ينتظر الأوامر من طهران، وعندما تتم الموافقة يأتي «حزب الله» ويقول موافق.
لذلك، فإنه سوف يختبئ وراء المعارضة السنّية حتى يتم الفصل في الأزمة بين أميركا وإيران: تحل أو تستمر أو تتفاقم… لأنّ آخر همّ لـ»حزب الله» هو مصالح اللبنانيين، والمهم أن ترضى إيران… لأنّ إيران هي التي تموّل «حزب الله» وباختصار شديد (الذي يدفع هو الذي يأمر).
عوني الكعكي