لا يكاد يمر يوم إلاّ هناك مسؤول إيراني كبير يتحدّى أميركا، الرئيس روحاني قال أمس إنّ إيران ستلجأ الى خطوات ابتداءً من يوم غد الأحد (٧ تموز الجاري) برفع نسبة تخصيب اليورانيوم المركز الى ما فوق ٣.٦٧٪ وأنّ إيران سترجع الى أوضاع ما قبل تنفيذ الاتفاق النووي عبر إعادة تشغيل مفاعل اراك لإنتاج المياه المثقيلة.
قائد الحرس الثوري قال بدوره إنّ أميركا، بعد التهديدات الايرانية، تراجعت عن الحرب لأنها خافت من إيران التي تستطيع أن تهزم أميركا عسكرياً.
وزير الاستخبارات الايراني محمد علوي حدّد شرطين لموافقة بلاده على بدء الحوار مع أميركا… الشرط الأول: أن ترفع أميركا العقوبات المفروضة على إيران، والثاني: موافقة المرشد علي خامنئي، وقال في حديث للتلفزة الايرانية: كان الاميركيون مرعوبين من قوة إيران العسكرية، وهذا هو سبب تراجعهم عن الحرب.
جاء هذا الكلام بعد تحذير الرئيس الاميركي دونالد ترامب نظيره الايراني حسن روحاني من العودة الى التخصيب، ورد ترامب عبر تويتر: انتبهوا للتهديدات التي قد ترتد لتلدغكم كما لم يُلدغ أي شخص من قبل.
المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي كيوان خسراوي قال إنّ «المقاومة الفعّالة هي الترياق لمواجهة الولايات المتحدة وأنّ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي سبب جرحاً في طريق العملية الديبلوماسية، وأنّ إيران مصمّمة على المضي قدماً في مشروعها النووي.
هذه النماذج عن الكلام والتهديدات تذكرنا بصدام حسين الذي كان يهدد جورج بوش بعد غزوه الكويت بأنه سيبيد الجيش الاميركي وسيلحق بأميركا أكبر هزيمة في التاريخ.
يظهر أنّ بعض المسؤولين الايرانيين يظنون أنهم قادرون على اجتراح المعجزات.
طبعاً نتذكر كيف جاءت قوات التحالف الاميركي (من مختلف أنحاء العالم) الى السعودية وأخرجت العراق من الكويت خلال أيام ووصل الجيش الاميركي الى البصرة… وتوقف هناك، وحاصر بغداد من دون أن يكمل مساره نحوها، وفرض عقوبات قاسية على العراق وهي أضرّت بالشعب العراقي، أمّا أهل الحكم فكان متوافراً لهم كل شيء، والاميركيون لم يشعروا بمعاناة العراقيين، ثم سمحوا بـ»الغذاء مقابل النفط».
وفي العام ٢٠٠٣ غزا الاميركيون العراق وسقط هذا البلد العربي العريق في أيدي الاميركي الذي بادر الى حل الجيش العراقي.
لا بدّ أن القيادة في إيران راقبت هذا الحدث (الذي كانت مرتاحة إليه في حينه) ولكن هل اخذت العبرة منه؟ خصوصاً حول مصير النظام العراقي وحل الجيش، ولولا حل الجيش العراقي لما تمكنت إيران من دخول العراق من الباب المذهبي تحت شعار التشييع…
ومنذ ٢٠٠٣ حتى اليوم لا يزال العراق مفككاً، ولا يكاد يمر يوم من دون تفجيرات أمنية في أنحائه كلها من أدناه الى أقصاه.
إلى ذلك، لو أجرينا مقاربة بسيطة جداً بين إمكانات الجيش الاميركي وإمكانات الجيش الايراني لتبيّـن لنا أنّ هناك تفوقاً أميركياً كبيراً بالطيران والصواريخ والدبابات وصناعة الاسلحة وكثير منها غير معلَن عنه بعد، فهل تستطيع إيران بعدد من صواريخ مشتراة من كوريا أن تخوض حرباً ضد أميركا؟!. وكأنّ النظام الايراني يظن أنه بارتداء الأكفان واعتماد بعض الشعارات الدينية يستطيع أن يهزم أميركا.