Site icon IMLebanon

سقطت ايران فتظاهرت بيروت

سقطت إيران في التظاهرات الشعبية الحاشدة في العراق، فقرّرت أن تردّ في بيروت، هذه هي الصورة باختصار شديد، وهذا ما يحدث يومياً في لبنان منذ أسبوع، ويحدث في بغداد منذ أكثر من شهر…

وهنا، لا بدّ أن نقول: أنّه متى قرّر المتمسّكون ببقاء حكومة «تمام سلام» فلأنها المؤسسة الوحيدة العاملة من المؤسسات الدستورية، متى قرّر هؤلاء أن يخرجوا ليتظاهروا تأييداً للحكومة، وأن يرفعوا معها أيضاً المطالبة بتطبيق اتفاق الطائف في الشق المتعلّق بنزع سلاح الميليشيات اللبنانيّة وأوّلها سلاح حزب الله، أو المطالبة بتطبيق القرار 1559 الصادر في 2 أيلول من العام 2004، نظنّ أنّ المشهد عندها سيتغيّر كلّياً، وبسرعة فائقة وبشكل دراماتيكي.

حتى الآن، يُحرّك حزب الله «أدوات» النظام السوري البائد، فأخرج أسماء تكدّس عليها غبار حقبة الوصاية ليُبعد الشُّبهات عنه وعن إيران، متجاهلاً أنّه لم يعد هناك شيء اسمه النّظام السوري، ولا الأحزاب الميتة التي نبشها من مقابر الحرب، ولا الاتحادات الشبابيّة للحزب الشيوعي وسواه، تستطيع أن تُغيّر شيئاً في الشارع اللبناني، سواءً بتظاهرات شغب «طلعت ريحتكم»ولا «بدنا نحاسب» المشكوك في توقيتها وهويتها و»كوادر سرايا المقاومة»  المندسّة التي تأتي ليلاً على «دراجاتها الناريّة وفكرتها المستعارة من قمّ الإيرانيّة ـ لترويع وسط المدينة رامية بحقدها في شوراع العاصمة، رغبةً منها في إحراقها»!!

إنّه «التزامن»!! راقبوا الاختناق الإيراني في العراق، عن قريب سنشهد اقتياد نوري المالكي إلى المحاكمة، انتصرت «مرجعيّة السيستاني»، فقد صدّق البرلمان العراقي في 17 آب على تقرير يدعو لمحاكمة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وعشرات من كبار المسؤولين الآخرين، في ما يتصل بسقوط مدينة الموصل في يد تنظيم الدولة الإسلامية في حزيران العام الماضي.

التظاهرات تصاعدت ضدّ نظام الفساد الذي أسسته إيران في العراق، أكثر من شهر تراكمت فيه «الجمعة» تلو الأخرى لمحاربة الفساد وسرقة أموال الشعب العراقي، حتى خرج صوت «حسن كاظمي قمي» سفير إيران السابق في بغداد ليكشف حقيقة اللحظة الإيرانيّة الهاربة إلى الأمام ونظريّة المؤامرة فقال:»إن بعض السفارات التي تدعم الإرهاب في العراق تقف وراء تحريض المتظاهرين»، إيران ترتجف قلقة مضطربة، لقد انهارت منظومتها في العراق، هزمت مرجعيّة النّجف مرجعيّة قمّ، انتصر علي السيستاني لشعب العراق فانهارت سلطة علي الخامنئي!!

والمضحك المبكي فيما نقلته وكالة «تسنيم» الإيرانية عن السفير قمي هو تحذيره مما وصفه بـ»التحركات المشبوهة التي تقوم بها بعض التيارات المجهولة تحت غطاء الاحتجاجات الشعبية في هذا البلد»!! واسترسل السفير السابق في الحديث عن خشية إيران ـ وهنا نقطة دقيقة على اللبنانيين التقاطها لأنّ حزب الله يطبقّها حرفيّاً في بيروت في ردّ إيراني على أحداث العراق ـ تحدث السفير قمّي عن «خشية طهران من التداعيات الناجمة عن استغلال الوضع في العراق وركوب بعض الانتهازيين موجة التظاهرات وتحويل هذه التظاهرات إلى اضطرابات»، أليس هذا تحديداً ما تفعله إيران عبر أدواتها في لبنان؟ خلق ظواهر احتجاجات مدروسة «تنقلب» كلّ ليلة إلى أعمال شغب، ألم يتنبّه أحدٌ إلى التصويب منذ بدء هذه التظاهرات إلى التصويب على شخصين اثنين من الحكومة، رئيسها «تمام سلام»، ووزير الداخليّة «نهاد المشنوق» بحكم الحمل الأمنيّ الذي يتحمله الرّجل جهد الطاقة حرصاً على الأمن أو ما تبقّى منه!!

إيران تردّ على ما يحدث في العراق، والسعي إلى محاكمة نوري المالكي كـ»مجرم حرب»، هذه الصفة ترعب إيران، فنوري المالكي ليس أكثر من أداة، ويعني الأمر محاكمة «علي الخامنئي» وما فعله نظامه في العراق، وما أقرب ما سنشاهد أداة الخامنئي الثانية في لبنان يُحاكم حضورياً أو غيابياً كـ»مجرم حرب»!!

لم يعد السكوت والتفرّج على الذين ينفّذون أجندة إيرانيّة مقبولاً، كفى لبنان ربطه بالعراق وسوريا واليمن، ولن يكسر هذه الحلقات الإيرانيّة الشيطانيّة سوى نهوض الشعب اللبناني حامياً لمؤسساته وحكومته ودستوره واتفاق الطائف وقبل هذه كلّها حامياً ومطالباً بانتخاب رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة، فمصير لبنان متعلّق بمؤسساته واستمرارها، لا بأزمة نفايات ستجدُ لها حلاً، أمّا المحاسبة فليست مهمّة «الغوغاء» و»المندسين»، فهناك أولاً شعب لبناني سيحاسب الفاسدين في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابيّة المقبلة، وهناك ثانياً، قضاء دستوري ونظام قضائي يستطيع تولّي هذه المهمّة.

تنبهوا أيها اللبنانيّون… وإياكم أن تعبث إيران باستقرار لبنان من أجل هزيمتها على يد الشعب العراقي، آن الآوان لتعلو أصوات اللبنانيين لا أصوات «الغوغاء والمشبوهين»!!