IMLebanon

إيران جعلت العراقيين يترحمون على صدام حسين

لا يزال في دولة العراق رجالٌ شرفاء ووطنيون بعيدون عن الطائفية البغضاء التي تدمّر هذه الدولة العريقة التي كانت خزاناً للعروبة والبُعد الاستراتيجي للمواجهة مع إسرائيل… وهذا ما حصل في الحرب بين سوريا ومصر من ناحية وإسرائيل من ناحية ثانية.

فقد استطاع الجيش المصري الباسل عبور قناة السويس مسقطاً خط «بارليڤ» الذي اعتقد الاسرائيليون أنّه أهم حاجز يحمي إسرائيل، ولكن أبطال الجيش المصري أسقطوا خط بارليڤ وسجلوا ملحمة اسطورية في العلم العسكري تدرس الآن في كبريات الكليات العسكرية والحربية في العالم.

ولكن تدخل أميركا والجسر الجوّي العسكري الذي أقيم بين أميركا وإسرائيل غيّر المعادلة على الارض فاستطاعت قوة عسكرية إسرائيلية من تنفيذ خطة عُرفت بـ»الدفرسوار» لخرق الجبهة المصرية والوصول الى الكيلومتر (101).. طبعاً وللتذكير فإنّ وزير خارجية أميركا في ذلك الوقت كان اليهودي هنري كيسنجر الذي قال لغولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك إنّه أخذ هذا القرار لحماية إسرائيل.

هذا التدخل غيّر مسار المعركة وأصبح الجيش الاسرائيلي كله على جبهة الجولان بعدما كان الجيش السوري قد وصل الى بحيرة طبريا وبسبب الضغط العسكري الاسرائيلي تغيّرت المعركة وأصبح الجيش الاسرائيلي في «سعسع»…

هنا جاء تدخل الجيش العراقي الذي سار الى ساحة المعركة بكامل جهوزيته واستطاعت الدبابات العراقية أن توقف تمدد الجيش الاسرائيلي المعتدي.

هذه اللمحة تؤكد أهمية العراق والجيش العراقي في المعركة مع إسرائيل وفي حماية سوريا.

أمّا اليوم، وللأسف الشديد، فأين أصبح الجيش العراقي؟ وماذا يحدث في العراق؟ وهل العراق الذي نعرفه لا يزال موجوداً والذي كان يخيف إسرائيل ويخيف الفرس؟ وطبعاً نتذكر أنه بعد حرب 8 سنوات بين العراق وبين إيران قال آية الله الخميني قائد الثورة الإيرانية إنني أتجرّع كأس السم بموافقتي على معاهدة السلام مع العراق.

اليوم أصبح العراق دولة تابعة لولاية الفقيه وأصبح رئيس «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني هو الحاكم بأمره في العراق وما يسمّى برئيس حكومة العراق نوري المالكي الذي عُيّـن من قِبل أميركا وإيران برغم عدم حصوله على عدد من النواب يخوّله ترؤس الحكومة، بينما حصل نائب الرئيس الدكتور أياد علاوي على أكبر كتلة نيابية في تاريخ البرلمان العراقي إثر انتخابات نزيهة وشرعية أجريت في العراق لأوّل مرة بعد طول غياب لمفهوم الانتخابات الحقيقية.

وقد لفتني كلام للدكتور اياد علاوي يقول فيه إن الشعب العراقي يترحّم على أيام الرئيس صدّام حسين بالرغم من أنّ د. علاوي كان معارضاً في تلك المرحلة، وقد اضطر لأن يهاجر الى لندن بسبب المضايقات التي كان يتعرض لها من نظام صدّام، وبالرغم من ذلك فإنّه يترحّم على أيام صدّام، كذلك فإنّ د. علاوي يقول إنّ جميع الحكومات وجميع المسؤولين الذين جاؤوا بعد سقوط نظام صدّام هم طائفيون وأنهم يخرّبون العراق ويسيئون الى العيش المشترك بين أطيافه من أهل السُنّة والشيعة، وأصبح البلد طائفياً الى أقصى الحدود، وزاد: إذا أردنا محاربة «داعش» علينا إلغاء دور «الحشد الشعبي» والميليشيات الطائفية العراقية التي تشكل 35 ألفاً من المئة ألف المقاتلة في سوريا وأهمها «ميليشيا الدفاع الوطني» التي يشرف عليها ضباط إيرانيون فرس، وهناك أيضاً كتائب «عصائب أهل الحق»، و»فيلق بدر»، و»ألوية أبو الفضل العباس»، و»كتائب سيّد الشهداء»، و»ذو الفقار»، وفرقة «فاطميون»، وفرقة «زينبيون»، و»فيلق ولي الامر». وبالتالي بات العراق مقسماً الى دولة كردية ودولة شيعية والبحث عن دولة سنّية.

أخيراً ينصح د. علاوي أنه إذا كان الاميركيون يريدون أن يحاربوا «داعش» فعلى العراق أن ينضم الى التحالف العربي المعتدل الذي تقوده المملكة العربية السعودية لا أن نحارب «داعش» بنقيضه من الميليشيات الطائفية المتشددة التي لا تفهم إلاّ بمشروع الفتنة بين أهل السُنّة والشيعة وهدفها الوحيد تشييع أهل السُنّة، وينسون أو يتناسون أنّ عدد أهل السُنّة في العالم هو مليار وثلاثماية وخمسون مليون مسلم سنّي مقابل مئة وخمسون مليون شيعي فقط لا غير.