Site icon IMLebanon

إيران «متورّطة» في إرهاب  11 أيلول!!

احتلّ كلام ديك تشيني ـ نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ـ حيّزاً من مساحة الإعلام الأميركي والعربي إذ ترافق مع تحذيرات جديّة لـ»تشيني» من 11 أيلول يصيب الولايات المتحدّة الأميركية بسبب سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي حمّله ديك تشيني «مسؤوليّة نشوء تنظيم داعش بسبب سياسة أوباما في الانسحاب بأسرع وقت من العراق من دون ان يترك خلفه جنوده هناك أيّة قوات فخلق بذلك فراغاً وجاءت داعش لتملأ هذا الفراغ»، وفي هذا الكلام الكثير من الدقّة، ولكن ما يعنينا هنا هو كلام ديك تشيني عن «التورّط الإيراني»في أحداث 11 أيلول!!

فإيران وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش هي وجهٌ واحد للإرهاب وإن اختلفوا في التفاصيل، وليس سرّاً أنّ إيران الخامنئي «آوت» وحمت عائلة أسامة بن لادن، وليس سرّاً أنّ إيران فتحت خطّ إمداد للتنظيمات الإرهابية إلى العراق لتجبر أميركا على مغادرتها خلال العام 2005، وللمناسبة تنظيم داعش أو ما كان «يُسمّى الدولة الإسلاميّة في العراق» كانت قائمة وموجودة وتمارس سلطتها، وكان نظام بشّار الأسد يزوّدها بكل إرهابي موجود في سجونه حتى تحوّلت الحدود السورية ـ العراقية معبراً برعاية النظام لعبور الإرهابيين إلى العراق، في العراق «اتفق» هؤلاء و»نسقوا» مع بعضهم البعض، ولكن في سوريا تضاربت المصالح فخرجت «داعش» على صنّاعها الحقيقيين، وزاد فرار جيش باراك أوباما من العراق مخلّفاً خلفه فراغاً كبيراً قام إرهاب «داعش» وإرهاب «فيلق القدس» الإيراني وفيالق «شيعيّة» تدين بالولاء لإيران بتعبئة هذا الفراغ.

لا تكمن أهميّة كلام «ديك تشيني» في اتهامه لطهران بالتورّط في أحداث 11 سبتمبر في كلمة ألقاها في الأسبوع الأول من شهر أيلول الماضي في معهد «إينتربراز» ولا حديثه عن الوثائق التي أخذها فوج مغاوير البحرية الأميركية معهم من مخبأ ابن لادن في «آبوت أباد» بعد مقتله، وأنّ هذه الوثائق تشير إلى أنّ إيران ضالعة في جريمة 11 سبتمبر، وسهّلت للعملية، ودفعت أعضاء القاعدة، وعلى رأسهم ابن لادن، لتنفيذها، فالكلام نفسه قديم جداً ويعود إلى أحد عشر عاماً سابقة، فهذا الكلام سبق وقاله الرئيس الأميركي السابق جورج بوش يوم الاثنين 20 تموز 2004 «إنّ الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت ايران متورطة في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر، وجاء كلام  بوش هذا بعدما قال مدير وكالة الاستخبارات الاميركية بالنيابة قبل يوم من كلام بوش « أنّ ثمانية من خاطفي الطائرات الذين نفذوا الاعتداءات مروا عبر ايران»!!

بالتأكيد تخويف ديك تشيني من 11 أيلول جديد في أميركا شديد ولا يكمن السبب في خطورة «إرهاب داعش» ولا تورّط باراك أوباما في هذا التنظيم، بل يكمن السبب في أمريْن؛ الأول يتعلّق بأميركا نفسها وسياستها الحمقاء في وضع يدها بيد إيران، فيما هي تدير ظهرها لحلفائها الحقيقيين في منطقة الخليج، والثاني يتعلّق بتركيبة العرب أنفسهم، فهل يُصدّق أن الكتاب العرب «انبروْا» ليكتبوا أنّ «ديك تشيني برأ السعودية من أحداث 11 سبتمبر واتهم إيران»!! هذا كلامٌ معيب بحقّ المملكة، فلا هي تنتظر «براءتها» من «ديك تشيني»، ولا هذا الأخير مصدر موثوق فالمعروف عنه أنّه «مهندس كارثة الشرق الأوسط»!!

وللمناسبة ديك تشيني هذا الذي يتحدّث اليوم عن تورّط إيران في أحداث 11 أيلول، كان قد أصدر تعليمات للقيادة الاستراتيجية الأميركية «ستراتكم» في أغسطس 2005، بوضع»خطة طوارىء» تطبق رداً على هجوم إرهابي آخر على الولايات المتحدة من نوع 9/11» [فيليب جيرالدي، الهجوم على إيران: الحرب الوقائية النووية] وبنيت»خطة طوارىء» ديك تشيني على عقيدة الحرب الوقائية. وتعني  ضمنياً افتراض أن ايران ستكون وراء الهجمات، وخطة الطوارىء هذه المرتبطة بديك تشيني، هي تحت السلطة القانونية للقيادة الاستراتيجية الأميركية توظف احتمال وقوع هجوم ثان من نوع 9/11 من أجل الاستعداد لعملية عسكرية رئيسية ضد إيران، مع ممارسة الضغط أيضا عبر دهاليز الأمم المتحدة على إيران، فيما يتعلق ببرنامجها للتسلح النووي، والمبرر لشن حرب على إيران في خطة تشيني تلك يستند الى تورط ايراني مزعوم في هجوم إرهابي افتراضي على أميركا لم يقع بعد [فيليب جيرالدي، الهجوم على إيران: الحرب الوقائية النووية، ذا اميريكان كونسيرفاتيف، 2 اغسطس  ].2005..