IMLebanon

ايران هي اميركا واميركا هي إسرائيل

قاسم سليماني الذي يعتبره كثيرون حاكماً إيرانياً فعلياً على العراق وسوريا وربما على سواهما أيضاً أدلى أمس بتصريح يدعو الى كثير من التساؤل وإن كان يفتقر الى عنصر المفاجأة، فقد قال إنّ «الثورة الاسلامية» (يفهم التشيّع) قد جرى تصديرها الى اليمن والبحرين وسوريا والعراق وحتى شمال أفريقيا.

وهذا الكلام لا يفاجئ قارئ «الشرق» ولا قارئ هذه الزاوية بالذات، وقد ذكرنا مراراً وتكراراً أنّ ذلك هو هدف النظام الايراني.

الى ذلك، فمن أسف أنّ محور المقاومة والممانعة يظن أنّ إيران دولة قوية وهي تخيف الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل.

قد يبدو للبعض أنّ هذا الكلام جدي، ولكن الحقيقة مغايرة وهي في مكان آخر، للأسباب الآتية:

أولاً- من يظن أنّ أميركا تفاوض إيران على موضوع السلاح النووي هو واهم، لأنه لا يوجد سلاح نووي بالمعنى الحقيقي، ولو كان هذا السلاح صحيحاً لكانت إسرائيل ضربته منذ زمن طويل كما فعلت في العراق وفي سوريا.

إنّ هذا النظام الايراني جاء به الاميركيون.

وفي التقدير أنّ إيران هي أميركا، وأميركا هي إسرائيل… ولو كان عكس ذلك لما كنا وصلنا الى الفتنة السنية – الشيعية التي نعاني منها اليوم، لسبب بسيط إذ لو انّ إيران هي فعلاً ضد إسرائيل لما كانت تحارب المسلمين السُنّة بالشكل الذي تحاربهم به سواء أفي اليمن أم البحرين أم العراق أم سوريا أم لبنان.

ثانياً- إنّ حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران التي يعتبرونها دولة عظمى كانت مدجّجة بالسلاح بكل أنواعه تحضيراً للوقوف في وجه الاتحاد السوڤياتي في حينه، ومع ذلك تبيّـن أنها ليست كما يصفونها اليوم، وكما كانوا يصفونها يومذاك، خصوصاً وأنّ صدام دخل على «الفاو» وحصلت فضيحة «إيران غيت» واضطر الاميركي لأن يمد إيران بالسلاح لتقف على رجليها.

ثالثاِ- المشروع الإيراني – الاسرائيلي قوي أكبر بعد غياب حافظ الاسد في العام 2000 ثم مرض الملك فهد بن عبدالعزيز.

وما ثبت هذا الفراغ أكثر هو غزو أميركا للعراق في العام 2003.

وللتذكير فإنّ حافظ الاسد رفض المفاعل النووي لسوريا حتى وهو على فراش الموت.

ومرض الملك فهد فاقم هذا الغياب.                           

وفي العام 2003 سقط صدام حسين وحلّ الاميركي الجيش العراقي فأضيف فراغ الى فراغ أمام إيران.

وتأكيداً لاتفاق إيران وإسرائيل وأميركا يطرح هذا السؤال ذاته: جاءت أميركا الى العراق غازية بزعم تثبيت الديموقراطية… وفاز أياد علاوي بأكثرية نيابية تخوله ترؤس الحكومة، فكان أن اتفقت واشنطن وطهران على استبعاده، والاتيان بنوري المالكي بديلاً منه! فأين الديموقراطية التي تزعمها واشنطن كأحد أسباب الغزو؟