Site icon IMLebanon

إيران تستغل سلاح «حزب الله» لإثارة الفتنة

بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» الذي يتهم فيه المملكة العربية السعودية بأنها تقف الى جانب اتهام «حزب الله» بالإرهاب في موقف يلتقي مع المواقف الاميركية و»الكيان الصهيوني» هذا الكلام فيه كثير من عدم الدقة والتجني.. لماذا؟؟؟

– أولاً: العلاقات السعودية الاميركية في هذه الأيام، ولنكن أكثر تحديداً في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما، هي أسوأ علاقات مرّت في تاريخ البلدين والأسباب طبعاً معروفة، وللتذكير فإنّ خادم الحرمين الشريفين لم يستقبل الرئيس الاميركي في المطار في زيارته الأخيرة، وذلك إحتجاجاً على مواقف أميركا بالنسبة لما يجري في العالم العربي من اليمن الى سوريا والعراق فليبيا، وهذه هي المرة الأولى التي لا يستقبل ملك السعودية رئيساً أميركياً في المطار.

– ثانياً: ما كتبه الأمير تركي الفيصل، الذي شغل سابقاً منصب السفير السعودي في واشنطن، في إحدى الصحف السعودية في مقال تحت عنوان: «انتهت الأيام الخوالي مع واشنطن». حيث قال الفيصل إنّ القمة الخليجية التي عقدت مؤخراً في الرياض ستبحث موضوع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وأميركا… وهذه أول مرة منذ سبعين سنة من العلاقات بين الدولتين يُصار فيها الى القول إنّ الدول الخليجية ستعيد النظر في العلاقات مع الدولة الأعظم في العالم (أميركا) وستبحث مدى إمكانية التعويل والإعتماد على هذا الحليف».

ولفت الفيصل الى أنّ الأيام الخوالي مع الولايات المتحدة انتهت الى غير رجعة، مبيّناً أنّه حان الوقت لمراجعة المصالح المشتركة بين البلدين.

الجدير بالذكر أنّ الأمير تركي الفيصل لا يشغل منصباً رسمياً… ولكنه يعتبر من الحلقة الضيّقة جداً المحيطة بالملك والتي تأخذ القرارات، هذا من ناحية، أما من ناحية ثانية فإنّ بيان «حزب الله» نسي أنّ الموقف السعودي جاء أخيراً رداً على تدخل الحزب في البلدان التالية:

– اليمن: تبيّـن أنّ «حزب الله» يشارك في المعارك الدائرة في اليمن بين الجيش اليمني الشرعي وبين قوات علي عبدالله صالح والحوثيين ويقف الى جانبهم ويمدّهم بالسلاح وبالتدريب.. فما معنى هذا، أليْسَ اعتداءً من «حزب الله» على السعودية وعلى دولة اليمن؟!.

– سوريا: تدخل «حزب الله» في سوريا تحت شعار «حماية المقدسات الدينية» أي مقام السيدة زينب وكأنّ هذا المقام حكر على الشيعة وأنّ السيدة زينب ليست لكل المسلمين… طبعاً التدخل جاء بناءً على طلب إيران وتحديداً من قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري… لم تتوقف القصة هنا، اليوم في العام الثالث للتدخل أصبح عدد القتلى من «حزب الله» أكثر من 2000 قتيل و8000 جريح..

– العراق: بالأمس أعلن الأكراد عن تدخل «حزب الله» في إقليم كردستان وحذر مسؤول كردي «حزب الله» من هذا التدخل، باختصار «حزب الله» لم يعد حزباً لبنانياً يدافع عن الارض اللبنانية، ومن هنا عندما يتغنّى الحزب، كما جاء في البيان، بإنجازاته في التحرير الذي يعترف اللبنانيون، كل اللبنانيين وكل العالم العربي بها… رغم أنّ هذا لا يعطي الحق لـ»حزب الله» أن يستعمل هذا السلاح، الذي هو سلاح لمقاومة إسرائيل، وينحرف به ليصبح سلاحاً لقتل الشعوب العربية…

وعندما يصبح هذا السلاح لتنفيذ مصالح إيرانية لا تعود القداسة تحوطه بل يصبح طرفاً في المؤامرة والفتنة الشيعية السنية.

والإعتداء الايراني بدأ منذ مجيء آية الله الخميني الى طهران حاملاً معه مشروع الفتنة المتمثل بولاية الفقيه والتشيّع.

عوني الكعكي