IMLebanon

إيران المذلولة و«كوكب الحروب»  

 

المريخ إله الحرب الروماني مارس، الكوكب الأحمر في مواجهة الأرض في أقرب مسافة منذ العام 2005، وللمريخ قمران يسمّى الأول ديموس أي الرعب باللغة اليونانية والثاني فوبوس أي الخوف، وللمفارقة تحت نفس الطالع اندلعت الحرب العالمية الأولى في 28 تموز 1914، والعالم يغرق في الظواهر الفلكية من خسوف القرن والقمر الدموي إلى كوكب الحرب الأحمر، وبالطبع نحن نعيش في عالم غارق في دماء الحروب القريبة والبعيدة.

 

بالأمس اعتبر نائب رئيس البرلمان علي مطهّري ـ بعد الدعوة التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ـ أنّ «التفاوض مع الأميركيين سيكون إذلالاً الآن»، «أذلكّم الله وزادكم ذلّاً على ذلّ، إيران بكلّ تكبّرها وتعجرفها وصلفها لا يحملها عقلها أن تدخل في مفاوضات جديدة من أجل الملفّ النووي والصواريخ الباليستيّة وتعتبره إذلالاً لها، أيّ عقليّة كسرويّة هذه التي تتحكّم بسياسة هذه الدّولة المارقة!

في 23 أيار 2018 صرّح المستشار العسكري للمرشد الإيراني الجنرال يحيى رحيم صفوي «لا بديل عند الله للجمهورية الإسلامية»، يومها أكد صفوي بأنّ الشعب الإيراني وقيادته وحكومته باتوا جميعاً أكثر قوة رغم أربعين سنة من المؤامرات والعراقيل التي وضعتها واشنطن ضد إيران، قائلًا: «كل ذلك يأتي فضلاً عن توسع نفوذنا في المنطقة وازدياد قوّتنا الذاتية وقوتنا السياسية والثقافية والاقتصادية وتحوُّلِنا إلى القوة الأولى في منطقة غرب آسيا رغم أنف الأميركيين»!

إيران تغرق فقد بلغت قيمة الريال الإيراني في السوق غير الرسمية 122 ألفا مقابل الدولار، الإيرانيّون غاضبون ومع هذا اعتقلت السلطات عشرات الأشخاص بتهمة إثارة البلبلة الاقتصادية، وإشاعة الفساد في الأرض، إيران تحديداً هي الفساد والإفساد في الأرض، دولة ظلاميّة فاشية قمعيّة، دولة تعيش في القرون الوسطى وتعتبر أنّ التمرد على أوامر الولي الفقيه يساوي «الشرك بالله وأنّ «عدم الاكتراث بتعليمات الولي الفقيه يساوي أيضاً التمرد على أوامر إمام الزمان «المهدي المنتظر» لأنّ تعليمات «الوليّ الفقيه» منقذة للمجتمع من «الظلام» وتهدي إلى «النور» [تصريح لحاجي صادقي نائب ممثل مرشد الجمهورية في الحرس الثوري في العام 2011]!

التظاهرات الإيرانيّة تغيّر اسم الخامنئي المرشد الإيراني إلى «الجلاد» أو تهتف ضدّه «الموت للديكتاتور» عقودٌ أربعة مضت وإيران توزّع هتافات «الموت» للدول وللحكّام، وإيران المنهارة اقتصادياً والتي يلفظ شعبها أنفاسه بفعل هذا الانهيار الاقتصادي لا تزال تهدد العالم بصواريخها واعتداءاتها على باب المندب وتهدد البحر الأحمر وهي رسالة سقيمة لمصر والسعودية من دولة هزيلة أقصى ما تستطيع فعله تحريض أتباعها على إطلاق الصواريخ!

طالما يواصل الريال الإيراني انهياره، الثورة ستبقى سيفاً مصلتاً على رقبة المرشد الخامنئي وحكمه، وفي المقابل سيواصل هو وملاليه عمليّة قتلٍ ممنهجة للشعب الإيراني، هذه التظاهرات مستمرة منذ سنوات، في العام 2010 وجّه وزير الداخلية الإيراني آنذاك مصطفى محمد نجار، الإنذار الأخير للمعارضين المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية مهددّاً بأن تنفيذ حكم بالإعدام بانتظارهم وأنّهم «محاربون لله والرسول»، ولا يزال النظام يهدد المواطنين الغاضبين بمزيد من الاعتقالات وأحكام الإعدام، ولن يتغيّر في التهديدات للشعب الإيراني، الديكتاتوريّات تعيش على القتل، إيران التي تذلّ شعبها في كلّ لحظة وتميته من الجوع تشعر بالإذلال إذا جلست إلى طاولة مفاوضات، أيّ عقلٍ متحجّر لدولة عنهجيّة لن يرتاج العالم منها ومن أفعالها إلا بحرب تقطع أيديها وأرجلها لنخلص من شياطينها التي تتسلّط على العالم والمنطقة.