Site icon IMLebanon

إيران… هل هي الحرب؟ وأي حرب؟

 

العالم كله يترقب قرار الولايات المتحدة النهائي تجاه البقاء أو الانسحاب أو «التعديل» الجذري للاتفاق المثير مع إيران، وعرّابه الآفل باراك أوباما، مع أصدقائه الأوروبيين المتحمسين.

الاتفاق معطوب من البداية، ليس لأنه يضع قيوداً على البعد العسكري للبرنامج النووي الإيراني، بالعكس، هذه حسنته الوحيدة، الاتفاق معطوب لأنه أهمل، عن عمد، برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، والأهم، تجاهل إن لم يكن وافق، على النفوذ الإيراني المدمر في الدول العربية من العراق لسوريا لليمن، وطبعاً لبنان الواقع في قبضة «حزب الله» الخميني.

هذه هي معاطب الاتفاق الأساسية، وهناك عيوب أخرى طبعاً، الآن كيف سيكون «اليوم التالي» بعد إعلان الرئيس الأميركي ترمب للموقف النهائي من الاتفاق الإيراني؟

خطورة الموقف الأميركي ليس في الجانب العسكري، أي إعلان حرب على إيران، هذا سيناريو معقد وربما بعيد الوقوع، حالياً، إلا إذا حصلت مفاجآت غير متوقعة، خطورة الموقف الأميركي هو في الجانب الاقتصادي والدبلوماسي على إيران.

أصلاً حين أنقذ أوباما ومعه الأوروبي، النظام ورفع العقوبات المالية عنه، وتدفق النقد غزيراً لمحافظ الحرس الثوري، كان النظام الخميني يترنح من وطأة العقوبات الاقتصادية.

من هنا استشعر أركان النظام الإيراني خطورة الخطوة الأميركية الجديدة، ورفعوا عقيرة الصخب و«الهوبرة» الإيرانية المعتادة.

نسبت وكالة «إرنا» لعلي لاريجاني رئيس برلمان إيران قوله: «يبدو أنك لا تستطيع الحديث مع الأميركيين إلا بلغة القوة، ولا يوجد حل آخر».

لكن الواقع يقول إن نظام الملالي يترنح مالياً، حتى قبل فرض العقوبات الأميركية المالية. رئيس البنك المركزي الإيراني، ولي الله سيف، قدم استقالته، بعد تسجيل ثاني انهيار للعملة بغضون أسابيع. سعر صرف الريال الإيراني بلغ 63 ألفاً مقابل الدولار الأميركي الواحد.

فرهاد اعتماد زاده، رئيس غرفة التجارة الإيرانية، ذكر أن حجم رؤوس الأموال التي غادرت إيران أكثر من 800 مليار دولار. وجريدة «الشرق» الإيرانية ذكرت أنه غادرت البلاد رؤوس أموال بقيمة مائتي مليار دولار بعهد نجاد.

علّق الكاتب الإيراني كريم عبديان بني سعيد على هذه الصورة، بالقول في هذه الصحيفة: «هذه الحالة تذكرنا بالحالة التي سبقت سقوط نظام الشاه؛ حيث نتذكر أنه قبل 3 أشهر من سقوطه، قام موظفو البنك المركزي الإيراني بنشر قائمة بـ178 شخصاً قد قاموا آنذاك بتحويل 13 مليار دولار من ثرواتهم إلى الخارج. كان معظم هؤلاء الأشخاص من المطلعين على الأوضاع، والذين كانوا قد توقعوا قيام الثورة وانتصارها، واحتمال انهيار نظام الشاه».

عبديان قال إنه شخصياً حصل على تلك الأسماء في تلك الأيام الغابرة، من صديق له ببنك إيراني. لا يحتاج نظام الملالي لعمل عسكري، الاقتصاد والسياسة يكفيان.