Site icon IMLebanon

ايران تبحث عن دور  

يبدو أنّ إيران تحاول أن تجد دوراً لها على صعيد الحروب القائمة في العراق وسوريا خصوصاً بعدما أصبحت روسيا هي الحاكم الوحيد في سوريا حيث أنّ اللواء قاسم سليماني قام بزيارتي ترجي الى موسكو ودفع المليارات من المال العراقي لكي تقبل روسيا بإنقاذ نظام المجرم بشار الأسد ومعه “حزب الله” الذي تورّط  بأوامر من سليماني وبمشاركة الحرس الثوري الايراني والميليشيات الشيعية المتطرفة العراقية.

ولو عدنا الى موضوع عرسال وكيف سرّب الى إحدى الصحف عن أنّ معركة عرسال سوف تبدأ، وبعدها بيومين جاء النفي وكأنّ إيران كانت تنتظر اتصالاً من الاميركيين…

وبدا أنّ التخبّط بلغ مداه لدى إيران و”حزب الله” بين الجزم بالمعركة في يوم ونفيها في يوم آخر… وطال انتظار اتصال من الاميركي… ولكن عبثاً، فقد تجاهلهم الجميع، وبعدما انقضت عملية جرود عرسال حدثت عملية جرود القاع ورأس بعلبك التي نفذها الجيش مسبّباً إحراجاً مباشراً لـ”حزب الله” على أساس أنّ الجيش غير قادر على أن يحارب ويحقق الإنجازات والانتصار من دون الحزب بينما هو قادر.

الإحراج الآخر هو بالاتفاق الذي عقده الحزب مع “داعش”، فكان فاضحاً وفادحاً في آنٍ معاً… ولو أسقطنا الكثير مما قيل وتردّد حول “العلاقة” بين الطرفين فإنّ ما يبقى منه، وإن قليلاً، كفيل بكشف الغطاء عن الكثير من الخفايا.

وهناك نقطة يجدر التوقف عندها وهي إعلان السيّد حسن نصرالله في بيانه الذي أصدره يوم الاربعاء تعقيباً على مواقف عراقية رسمية وشعبية سلبية من اتفاقه مع “داعش” على نقل الدواعش الى الحدود السورية مع العراق… فقد أعلن نصرالله أنه أنجز الاتفاق من أجل كشف مصير العسكريين اللبنانيين الذين كانوا مختطفين لدى “داعش”، وبعد وقت قصير جداً على بيان نصرالله أعلن مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنّ لديه منذ العام 2015 معلومات عن استشهاد العسكريين موثقة بصوَر جثامينهم، ولا يُعقل إلاّ أن يكون اللواء ابراهيم قد أطلع السيّد نصرالله على هذه المعلومات… وبالتالي فذريعة نصرالله ساقطة وبالتالي زادت من عناصر التباعد الايراني – العراقي، وأكدت على فقدان إيران دوراً راحت تبحث عنه مباشرة أو بواسطة “حزب الله”.

ومع ذلك فإنّ البحث عن دور إيراني في سوريا لم يتوصّل بعد الى نتيجة ولن يتوصّل الى نتيجة إذا قرأنا جيّداً مسار الأمور من تقاسم النفوذ في سوريا بين القوتين العظميين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا بحيث استأثرت واشنطن بالجولان ودرعا والمنطقة الشمالية (حيث يبقى نفوذ لتركيا هناك)، أما الساحل فهو حصّة الروس الذين أقاموا قاعدة جوية في حميميم وقاعدة بحرية في طرطوس… أي أنه لم تبقَ منطقة لإيران يمكنها أن تبسط عليها نفوذها…

ومعلوم أنّ هذا النفوذ أصيب، أساساً، بنكسة منذ أن توقفت الإمدادات المالية العراقية لإيران والتي بلغت بموجب بعض التقديرات نحو ألف مليار دولار منذ بدء الأزمة السورية وحتى توقف تلك الإمدادات أخيراً.

يتوافق ذلك مع تطورات سياسية على الأرض بارزة جداً منها توجّه وزير الداخلية العراقي الى الرياض وعقده محادثات أمنية مهمّة ذات صلة بتعزيز العلاقة بين البلدين… وأيضاً الزيارتان البارزتان للسيّد مقتدى الصدر الى كل من السعودية والإمارات ما يعني أنّ بساط النفوذ بدأ يُسحب أيضاً من العراق الرسمي والشعبي في آنٍ معاً.

عوني الكعكي