IMLebanon

إيران غير مستعجلة لإنهاء “داعش”… وأميركا!

أجبت الموظف الأميركي الكبير السابق الذي عاصر تعاطي إدارات عدة في بلاده مع أزمات الشرق الأوسط وقضاياه، قلت: اتفاق الطائف كان جيداً. لم يُطبّق كما يجب بفعل سوريا الأسد الأب والإبن. لم تساعدنا في تطبيقه. بل حالت دون استكمال تطبيقه. عزّزت مخاوف المجموعات اللبنانية من بعض نصوصه، واقنعت كلاً منها بأن لا موجب للخوف لأنها ستحول دون التطبيق وخصوصاً في موضوع إلغاء الطائفية السياسية. علماً أنه جيد لأن فيه باباً يمكن الانطلاق منه لإبعاد لبنان تدريجاً عن الطائفية والمذهبية. مجلس شيوخ يمثل الطوائف والمذاهب بالتساوي وتكون له صلاحيات فعلية بالشراكة مع مجلس النواب لا مجلس شرفي. ومجلس نواب لا ينتخب على اساس طائفي ومذهبي. أما عن تسلّح المسيحيين فلم أسمع الكثير. ردّ “يُقال أن الخليجيين أو بعضهم، يسلّحون “القوات اللبنانية”. ثم دار الحديث عن انتخابات الرئاسة وعن ترشيح النائب سليمان فرنجية وعن أسباب عدم ملء الفراغ الرئاسي. فشرحت أسباب ذلك كله ومنها تعطيل النصاب الذي يساهم فيه “حزب الله”.

ماذا عن ليبيا؟ سألت. أجاب: “إنها مقر الدولة الجديدة للخلافة الإسلامية”. سألت أيضاً: أخبرني من هي الدولة أو الجهة التي تريد فعلاً التخلص من “داعش”؟ أجاب: “إيران ليست مستعجلة على ذلك. ولماذا تستعجل أميركا وحتى أوروبا؟ علماً أن الأخيرة وخصوصاً بعد عمليّتي باريس وبروكسِل صارت أكثر إلحاحاً على العمل للتخلص من هذا التنظيم. السعوديون والقطريون يسلّحونه، لم يحن وقت القضاء عليه، لا تزال هناك حاجة إليه”.

ماذا عن قضية فلسطين؟ سألت، أجاب: “لا حل لها. لا دولة فلسطينية. الأكراد يريدون دولة وكذلك الفلسطينيون، الأكراد سيؤسسونها ولن يتمكن من ذلك الفلسطينيون. أخيراً أقول لك إن الإسلاميين لا تهمهم السعودية كلها بل مكة المكرّمة لأن فيها الحرمين الشريفين”.

ماذا في جعبة موظف أميركي مهم سابق في “الإدارة” نفسها داخل الإدارة الأميركية؟

بدأنا اللقاء بالحديث عن السودان، فسألت: هل ستتعرض دولة السودان (الشمال) الى التقسيم؟ أجاب: “هناك ما يسمى “المثلث السوداني” تماماً مثل “سوريا المفيدة”. حكامه من الشمال. تقع منطقة دارفور قربه. كلها مشكلات لكن الرئيس البشير حقق انتصارات فيها. من جهة ثانية هناك الشرق وهي منطقة فقيرة وفيها ثوار على نظام البشير، لكنهم لا يحظون بالمساعدات التي يحتاجون إليها. والبشير رئيس السودان أكثر شعبية عند الناس من حزبه “المؤتمر الوطني”. على كل حال شكّل هو ما يمكن تسميته جماعته أو حزبه داخل “المؤتمر” المذكور، وسلّمهم كل شيء. وصار الباقون على “الرف” كما يُقال. ستبقى في السودان مشكلات. لكن لا أرى تقسيماً له (الشمال)”.

ماذا عن دولة جنوب السودان التي تأسست حديثاً ثم غرقت في حرب أهلية؟ سألت. أجاب: “دولة الجنوب قابلة للحياة طبعاً. عندها مقومات الدولة. لكن المشكلة تكمن في قيادتها السياسية، وفي السودانيين الدينكا والدوير وهما أكبر قبيلتين. رئيسها سلفا كير يحب السلطة ويخشى الجميع. جون غارنغ قائد ثوار الجنوب بل مطلق ثورته والذي قتل بحادث سقوط طائرة بعد وضعه اسس السلام مع الشمال كان قاسياً وفظاً. لكن كان ذا رؤية ليس للجنوب فقط بل للسودان كله. كان يريد سوداناً واحداً علمانياً ويعمل له. أما الدكتور المعمّم حسن الترابي الاسلامي فلم يكن مهماً كثيراً في السودان. كان يريد إحياء الدولة الاسلامية في حزب “المؤتمر الوطني” الذي أسسه البشير. لكن الأخير لم يمكّنه من ذلك. كانت إيران أيام علاقتها الجيدة بالسودان تهرّب الأسلحة إلى حركة “حماس” الفلسطينية عبر السودان فمصر ثم سيناء ومنها إلى غزه. مرة ضُربت قافلة تهرّب أسلحة لـ”حماس” أخبرني الملحق العسكري الأميركي في الخرطوم في حينه. اتصلت الحكومة السودانية بديبلوماسي رفيع في السفارة الأميركية في الخرطوم ووجهت إليه سؤالاً مباشراً هو الآتي: “هل أنتم من ضرب القافلة؟” طلب مهلة للاستعملام من حكومته. وبعدما فعل عاد إلى الحكومة السودانية قائلاً: “لا لسنا نحن من ضرب القافلة. لكن دولة أخرى فعلت ذلك. ولا نستطيع أن نفصح أكثر”. علماً أن أميركا كانت قصفت سابقاً مصنع الشفاء.

أعود إلى جون غارنغ فأقول أنه نال دكتوراه من جامعة في أميركا. كما نال إسلامي سوداني دكتوراه أخرى من أميركا اسمه الأول نايف…” ماذا عن الأردن؟ سألت الموظف الأميركي السابق المهم نفسه في “الإدارة” المهمة إياها. بماذا أجاب”.