IMLebanon

إيران المتفاجئة!

 

لم تكن استقالة الرئيس سعد الحريري أولى «المفاجآت» التي أصابت إيران، ولن تكون الأخيرة طالما أن سلوكها العام لا يزال على ما هو عليه، وطالما أنها لا تزال «مقيمة» عند أيام (السيئ الذكر) باراك أوباما! وتفترض أن «الحرب على الإرهاب» تميّز بين إرهاب «شرعي» وآخر ابن حرام! أو أن دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية يمكنها أن تقبل بدوام تهديد كيانها واستقرارها واستهدافها في كل مجال ممكن، من دون أن تُبادر إلى الردّ والصدّ! أو كأن المجموع العربي الأكثري قادر بعد اليوم على تحمُّل المزيد من «الانتصارات» المدّعاة التي لم تعنِ شيئاً غير الفِتن والكوارث! أو كأن لبنان في ذاته، يستطيع الاستمرار في تحمُّل أكلاف الطموحات الإيرانية وعدائيتها المفتوحة في كل اتجاه!

.. حتى في ظلّ أوباما، «فوجئت» إيران بـ«عاصفة الحزم» في اليمن! وقبلها وبالقرب منها بالتحرُّك المضاد الذي أفشل محاولة قلب الأوضاع في البحرين لضمّها إلى مراكز «النفوذ» التابعة لها! ومع ذلك، ظلّت على وتيرتها العدائية وقراءتها المنسلّة من غرور قتّال.. فكيف الحال اليوم، والدنيا في مكان آخر؟!

ذلك النمط من التفكير الذاتي الحادّ في ذاتيته وتمحوره حولها، ليس قادراً على الأخذ بالقياس «الأول» القائل، بأن لكل فعل رد فعل! وأن تكبير بيكار الادّعاءات يستدعي تكبير بيكار المواجهات! وأن مَن يعتبر ديار العرب والمسلمين مشاعاً سائباً سيحصد نتائج اعتباره هذا بما يحيله إلى مصدوم دائم وليس إلى متفاجئ فحسب! وأن البادئ أظلم في كل حال!

… وحده ذلك النمط من التفكير يمكن أن يدفع بأصحابه إلى تصديق إمكانية أن تقبل أي دولة في العالم بتعرُّض أمنها القومي للاعتداء من دون أن تستخدم كل أسلحتها لمواجهة المعتدي! برغم أن الجانب العربي في هذه المواجهة المفتوحة لا يجاري في دفاعه «أساليب» المعتدي الإيراني! ولا يستخدم «الأسلحة» ذاتها! ولا يعتمد الطرق غير الشرعية المعتمدة بزخم من قِبَله خلف ستائر تمويهية كثيرة!

ومع هذا، فإن الأسباب «اللبنانية» لاستقالة الرئيس الحريري، لا تقلّ عن تلك العربية العامة، بل ربما تتخطّاها. والربط بينها يوازي تماماً الربط الذي تقيمه إيران بين كل مَن تستهدفهم! والذي وصل بها إلى تجاوز كل حدّ معلوم بما في ذلك «المشاعر الوطنية» لأتباعها!

مشكلة لبنان الراهنة، إيرانية العنوان والمضمون أكثر من أي شيء آخر.