منذ بداية معركة طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حضّر حزب الله نفسه للحرب الشاملة… اليوم بات الحزب أكثر استعدادا وتجهيزا لهذه الحرب ولكن على قاعدة ان الحرب هذه المرة ستكون إقليمية والرد على استهداف قائد الحزب الكبير فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران «لن يأتي كضربة منفردة من الحزب بل على صعيد المحور كله» وفقا لتأكيدات قيادي ميداني كبير في محور المقاومة.
وأضاف القيادي ان المعركة معقّدة جدا والكلمة الحسم للميدان، وأي حرب شاملة يتم الحديث عنها تعني مشاركة الأميركي في استهداف لبنان، وفي هذا السياق، كشف القيادي ان الأميركي قد أبلغ بشكل رسمي أحد الدول الوسيطة وجهات رسمية لبنانية انه سيقصف لبنان في حال اندلاع أي حرب بين العدو وحزب الله، وتابع القيادي قوله انه إذا أردنا تقييم الوضع بدقّة أكثر فنحن نقول باننا «أمام معركة كربلائية بلا سقوف أو ضوابط على صعيد لبنان والمنطقة ككل».
ولأول مرة، كشف القيادي ان حزب الله لم يستعمل منذ بداية معركة طوفان الأقصى ودخوله في معركة الإسناد لغزة إلّا ١٠ في المئة من قدراته العسكرية، كاشفا أيضا ان الحزب قد زاد تجهيزاته العسكرية في الأسبوع المنصرم الى أقصى حد تجهيزا للمعركة الكبرى في حال قرر العدو الإسرائيلي توسيع الحرب.
واعتبر القيادي ان مسألة الحرب رهن بالميدان وبالرد الإسرائيلي على رد المحور على استهداف شكر وهنية، ووفقا للمعلومات فان واشنطن ونتنياهو مستعدّان للحرب كما للمفاوضات، ونحن أمام أيام حاسمة ومصيرية ولا يمكن لأحد الحسم إذا كنا أمام حرب قتالية لأيام أو لأشهر أو ضربات أمنية معقّدة كالاستهداف الأخير للسيد محسن.
ومما كشفه القيادي، فان الاستخبارات الإسرائيلية قادت عملية معقّدة جدا بمشاركة الاستخبارات البريطانية والأميركية لاستهداف القائد فؤاد شكر، وان الأميركي وافق على العملية وأعطى الضوء الأخضر لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لاستهدافه، زدْ على ذلك، يمكن الإشارة وفقا لتقديراتنا ان التكنولوجيا كانت العامل الأكبر المساعد الذي استخدمه العدو منذ بداية معركة الإسناد للاستدلال على القيادات واستهدافها، والعنصر المستجد هنا ان الحلقة الضيقة بأي مسؤول أو قيادي هي تحت الرصد الدقيق، وهناك أكثر من حادثة نتحفّظ اليوم عن نشرها للتأكيد على هذا الكلام.
وفي سياق متصل، اعتبر القيادي ان كل المعلومات تشير الى ان اغتيال هنية في إيران جاء بهدف افتعال فتنة «شيعية-سنية» في المقام الأول، وقد وردت معلومات مؤكدة ان القرار كان باغتيال هنية في تركيا بداية ولكن اغتياله في إيران جاء كضربة مزدوجة بهدف الفتنة بين الشيعة والسنّة، ولتوهين موقع إيران ودورها وإظهارها كقوة عاجزة أمام الاستخبارات الإسرائيلية هذا من جهة، ومن جهة أخرى لإعادة الهيبة للكيان الغاصب ولرئيس وزرائه.
وبالتالي وبتلخيص للمشهد، يمكن التأكيد بان الوضع ذاهب للأسوأ وان الحرب لا مفر منها، وان أصابع الاتهام باغتيال القادة في إيران ولبنان موجّها لأميركا وإسرائيل معا، رغم حملة التضليل الكبيرة التي تقودها واشنطن علنا وسرّا للتنصّل من مسؤوليتها عن أفعال نتنياهو كما أكد القيادي.
وبتلخيص للمشهد أكثر، فقد كشفت معلومات موثوقة جدا ان واشنطن وإسرائيل أرسلتا مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رسالة فحواها «اكتفوا برد رمزي، وستتوقف الحرب»، وكان الرد واضحا «على إسرائيل أن تدفع الثمن وستدفعه»…