يتوجّس اللبنانيّونَ خيفةً من خطابِ أمين عام حزب الله «الوكيل الشّرعي» لـ»علي الخامنئي» وحرسه الثوري و»الناطق» بلسان إيران في حربها القائمة ضدّ العرب والعالم منذ العام 1979 يوم الجمعة المقبل، على الرّغم من انعقاد جلسة ما اصطلح على تسميته بحوار «عين التينة» بين تيّار المستقبل وحزب الله، وبصرفِ النّظر عن هذا «الحوار» الواهي والواهن، والذي يُدرك اللبنانيّون أنه تقطيعٌ للوقتِ «المتفجّر» في المنطقة، ومحاولةٌ لتأخير الانفجار الإيراني في لبنان!!
ومن حيث تدري إيران وهي «رأس الثعبان» في المنطقة العربيّة تعمّد بالأمس وزير خارجيّتها محمد جواد ظريف ـ وهذا لسخرية القدر ـ ان يكشف من مدريد أنّ طهران عرضت خطّة لإحلال السلام في اليمن من أربع نقاط هي: وقف لإطلاق النار يليه حوار يشارك فيه جميع الأطراف ويديره آخرون، ومساعدة إنسانية وتشكيل حكومة تضم جميع الأطراف يليان وقف إطلاق النار»، وعندما تتحدث إيران عن «حكومة في اليمن» تحضر تجربة حكومة الثلث المعطّل في لبنان الذي وضع بيد حزب الله لتعطيل الدولة والمؤسسات وضرب كلّ مقوّمات الجمهوريّة…
وكلام ظريف هو الردّ الحقيقي على كلّ «هرطقات» حزب الله و»أذنابه» الذين أمضوا الأيام الماضية وهم يتشدّقون بالحديث عن «هزيمة» السعوديّة وانتصار «الحوثيّين»، مع أنّ الواقع يشي بأنّ العاصفة العربيّة التي ضربت «الوكيل الشرعي» لإيران في اليمن عبدالملك الحوثي وعصابته هي لحظة الانهيار الكامل للمشروع الإيراني في المنطقة، وأنّ الشماتة بسقوط المشروع الإيراني «واجبُ كلّ عربيّ»، وأنّ «التهويل» الهزيل الذي سمعناه طوال الأيام الماضية عن صواريخ الحوثيين واجتياح الحدود السعوديّة ليس أكثر من تخديرٍ لشعب حزب الله في لبنان، على اعتبار أنّهم موعودون دائماً بالنّصر!!
انتهينا من «أسطورة» الخراساني، ورايات خراسان، والمؤامرة الفارسية الطويلة على العالم العربي منذ أبو مسلم الخراساني وراياته السوداء، وسننتهي قريباً من غطرسة حزب الله شبيه تنظيم المُسوَّدَة في خراسان ـ التسمية بسبب اتخاذهم رايات سوداً شعاراً لهم ـ في لبنان، وكان «الـمُسّوَّدة» تنظيماً دقيقاً ومحكماً وقد توسّع واستقطب الكثير بدعوى إقامة الحكم لآل البيت» على جري عادة الفرس السّاعين في أرض الإسلام والعرب فساداً وهم يقولون «إنّما نحن مصلحون»، وقريباً ننتهي أيضاً من تقليد الخلايا النائمة للمُسوّدة وخلايا شيعة إيران التي تنتظر لحظة الانقضاض على العالم العربي كلّه،»خِلصْنا» هذا المشروع الفاسد المفسد انتهى!!
الجمعة لناظره قريب؛ إذ لم تعد تنطلي خطابات نصرالله على اللبنانيين وتوريطه لهم في مستنقع المصلحة الإيرانيّة وأجندتها، والتوجس من كلام حسن نصرالله ليس خوفاً من عنتريات حزب الله الفارغة، فالحزب يعيش أسوأ أيامه وأحلكها وأضيقها، إلا أنّ الخيفة هي «كيْل اللبنانيين» الذي طفح من استعراض الكذب المتواصل منذ نشأة حزب الله كفرعٍ للحرس الثوري الإيراني في لبنان، الخيفة تتأتى من تحذير الشاعر نصر بن سيار لآخر خلفاء بني أميّة من شرّ الخراساني المحيق بدولتهم، فحالنا في لبنان لا يقلّ خطراً عن حالهم: «أرى خَلَلَ الرَّمادِ وميضَ نارٍ/ ويوشكُ أن يكون لها ضِرامُ/ فإنّ النّارَ بالعوديْن تذكى/ وإنّ الحربَ أوّلُها كلامُ/ فقلتُ من التعجّب ليت شعري/ أأيقاظٌ أميّةَ أم نيامُ/ فإن يَقْظتْ فذاك بقاءُ ملكٍ/ وإنْ رقدتْ فإنّي لا ألامُ/ فإن يكُ أصبحوا وثوَوْا نياماً/ فقلْ قوموا فقد حانَ القيامُ/ ففرّي عن رحالِكِ ثم قولي/ على الإسلامِ والعربِ السّلامُ»، ونحن نزيد على يسار فنقول: على مسيحيي لبنان ومسلميه السلام، إن ظلّ حبل حزب الله يصل مصيرنا بأجندة إيران العدائية والمعادية للعالم العربي!!
أمّا عن وزير خارجيّة إيران الظريف، وخطته لإحلال السلام في اليمن، فإنّنا نسأل فقط: أليست إيران «موقدة النيران» في كلّ المنطقة العربيّة؟ وهل تغيّر شيء في تاريخ الفرس منذ سقوط ملكِ ساسان على يد العرب وجيشهم وخليفتهم أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه وأرضاه، هل تغيّر شيء من دَيْدنِ الفرس ودينهم منذ ذاك التاريخ حتى هذه اللحظة، ألم يكن نصر بن سيار شديد الصّدق عندما وصفهم قائلاً: «أبلغْ ربيعةَ في مَرْوٍ وإخوتِها/ أنْ يغضبوا قبلَ أن لا ينفعُ الغضبُ/ ما بالُكم تشعلونَ الحربَ بينَكُمُ/ كأنَّ أهلَ الحِجا عن فِعْلِكُم غيبُ/ وتتركون عدوّاً قد أضَلَّكُمُ/ فيمن تأشَّبَ لا دينٌ ولا حَسَبُ/ قومٌ يَدينونَ ديناً ما سمعْتُ به/ عن الرسولِ ولا جاءتْ به الكتبُ/ يا من يكنْ سائلي عن أصلِ دينِهِمُ/ فإنّ دينَهُم أن تُقْتَلُ العَرَبُ»، أليست هذا أجندة إيران وجندُ ولاية فقيهها وأذرعتها في المنطقة العربيّة كلّها، اليسَ هذا دينُ إيران و»مهديها المنتظر»: «قومٌ يَدينونَ ديناً ما سمعْتُ به/ عن الرّسولِ ولا جاءتْ به الكتبُ/ يا من يكنْ سائلي عن أصلِ دينِهِمُ/ فإنّ دينَهُم أن تُقْتَلَ العَرَبُ»!!