Site icon IMLebanon

عقدة ايران… ولا حل في الافق؟!

هل صحيح ان رئاسة جمهوريتنا مرتبطة بقرار من الجمهورية الاسلامية في ايران، وما هي الفائدة التي تجنيها ايران جراء منع الانتخابات الرئاسية في لبنان، في حال لم تكن رغبة في انجاز هذا الاستحقاق الذي لا يهم فقط حزب الله والتيار العوني، كي لا نصل الى تكريس اعتبار الحزب والتيار فصيلا من الحرس الثوري الايراني الذي يدل صراحة على رفض كل هؤلاء طالما ان لا مجال امام احد لتغيير رأي ايران في موضوع يخص معظم الشعب اللبناني، الا اذا كانت الغاية افهام الجميع ان مشكلتنا ايرانية ومن المستفيد من ذلك؟!

وهل يكفي قول ذلك لان يحبب ايران على قلوب اللبنانيين، باستثناء القول ان «نصفهم ممن يقاطعون جلسات الانتخابات الرئاسية هم لعبة في يد طهران تمنع عنهم انتخاب رئيس، من غير ان تحبب لهؤلاء التصرف الايراني لا حزب الله ولا التيار الوطني الذي يربط مصير جنراله بقرار من طهران لاعتبارات الصالح خاصة ليس فيها ما يصب في مصلحة لبنان الواحد!

ان هذا المشهد مرشح لان يستمر طويلا، طالما رفض حزب الله ومعه التيار الوطني الحضور الى مجلس النواب، مفضلين الفراغ على وجود رئيس للجمهورية، في تصرف سياسي ارعن ليس فيه من الوطنية اي شيء، وحيث  لا رابط بينه وبين المصلحة العامة التي يفترض ان تكون عندنا دولة كاملة المواصفات الدستورية والقانونية، لان لا مجال  للانتقاص  من الدولة المرجو  في حال كان انتخاب رئاسي لا يمنع اي انسان من ان يترشح للمنصب!

قد يكون رئيس التيار الوطني – رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون على حق في موقفه الرافض لان يكون سواه رئيسا للجمهورية، لكن هذا غير وارد،  حيث ان نصف مجلس النواب مع الانتخاب وهيهات ان ينسحب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من معركة الرئاسة، لتمارس قوى 14 اذار ما تمارسه الان قوى 8  اذار بمختلف توجهاتها وتلاوينها السياسية وغير ذلك ما يربطها بالقرار الايراني، وعندها فقط سيتضح للجميع ان الجنرال لن يصل الى الرئاسة!

ومن  الان الى حين استدراك الخطأ السياسي، ستبقى الامور على ما هي عليه من جلسات نيابية لا نتيجة لها، سوى زيادة عددها ما لا يفيد احدا باستثناء ما يصب في مصلحة ايران، لان الذين يحملون طهران مسؤولية عدم اجراء الانتخابات هم اكثر من يرون المشكلة في مكان اخر، حيث لا مكان اخر لاية عقدة اخرى يفهم منها من هو مع الانتخابات الرئاسية ومن هو ضد ذلك، من غير حاجة الى القول ان لبنان سيبقى بلا رئيس في حال استمرت الاحوال على ما هي عليه؟!

واذا كان لا بد من انسحاب «الحكيم» من السباق الرئاسي، فان استمرار «الجنرال» في السباق لن يقدم ولن يؤخر لان الاغلبية ممنوعة عليه، وعندها من الضروري ان يفهم الاخير ذلك وعليه بالتالي ان ينسحب تلافيا لمحاذير اتهامه الصريح بانه العوبة في يد حزب الله وايران، وليس في المقابل من هو على استعداد لان يتوقع انتخاب جعجع لانه بعيد من ايران وعلى غير علاقة تفاهم مع حزب الله، خصوصا بالنسبة الى السلاح غير الشرعي؟!

والذين يتصورون ان بالامكان حصول الانتخابات الرئاسية بمعزل عن تراجع حزب الله عن تأييد عون وتجيير ثقله السياسي لمنع انتخاب الرئيس، ستظل توقعاتهم في غير محلها وسيستمر الدوران في حلقة مفرغة يتكرر فيها مشهد من حضر الى المجلس ومن غاب عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، مهما تضاعفت عدد الجلسات (…)

ولان سمير جعجع لن يمشي في السباق الرئاسي عليه ان ينسحب في حال استمر الوضع على ما هو عليه، واختيار مرشح تسوية من غير حاجة الى ضمان انسحاب عون، وهكذا حل لا بد من ان يقنع الجميع بان لهم مصلحة مشتركة لبنانيا ووطنيا،  بمعزل عن اية مصلحة اخرى (…)

والايام القليلة المقبلة كفيلة ببلورة الصورة الرئاسية، بما في ذلك صورة من يفضلون قرار طهران على كل ما عداه وهذا  ما يجمع عليه المراقبون السياسيون الذين يبشروننا بان الفراغ الرئاسي سيستمر طويلا في حال تأخرت معالجة العقدة الايرانية التي تكرست نسبيا على رغم ما تردد عن ان الاتفاق النووي سيؤدي الى تغيير في تصرف ايران وفي توجهاتها اللاحقة الى من يأتمر بأوامرها في لبنان؟!