IMLebanon

إيران في المعمعة القرداحيّة

 

تتحدث ايران بإيجابية عن مفاوضاتها مع السعودية. امس كرر الناطق بلسان خارجيتها ان المفاوضات لم تقتصر على اربع جولات عقدت بين الطرفين في بغداد، بل تضمنت اتصالات أخرى، ومضى متوقعاً اعادة فتح السفارات في البلدين في وقت قريب!

 

كان هذا الكلام يأخذ طريقه الى الإعلام فيما ينتظم “طلاب” ايرانيون في تظاهرة امام السفارة اللبنانية في طهران هاتفين “الموت لآل سعود” والعزّة لجورج قرداحي الذي فاز بما لم يفز به اللبناني العربي الشهير امين الريحاني، عندما حصل على شارعٍ بإسمه في صنعاء، وهو إنجاز لم يحققه حامل حلم الوحدة العربية واليمنية، صاحب كتاب “ملوك العرب” رغم انخراطه في جدل الزيدية والشافعية من منطلق الحرص على اليمن واهله!…

 

وايران تبنت الوزير اللبناني وجعلته “بطلاً” فقط لأنها اعتبرته ادلى برأيها في الموضوع اليمني، وقبل ان تتناهى الى مسامعها اخبار الحرص الأميركي والفرنسي على استمرار حكومة نجيب ميقاتي، كانت شنت حملة على السعودية و”دسائس السفارة الأميركية” بسبب سعي السعودية وأميركا الى نسف استقرار الحكومة اللبنانية وازالتها من الوجود.

 

جرى هذا في اللحظات الأولى للردود الخليجية على التصريحات القرداحية. في اليوم التالي اختلفت اللهجة. بدت ايران وكأنها تقول هذا اللبنان هو لي وبتصرفي. وضعته بنداً على جدول التفاوض مع السعوديين كما تحاول ان تفرض عليهم معارك مأرب ومسيرّات الاعتداءات على اراضيها بنداً يمنياً. وكما في اليمن كذلك في لبنان، مع فارق ان الحرب مندلعة هناك والانقسام كبير ولن يكون سهلاً على الحوثي هضم الشمال ولا ابتلاع الجنوب، مع ذلك ايران تريد القول ان لبنان الذي تعرفونه، في علاقاته العربية وتوازناته الداخلية قد انتهى وليس له معنى الا بسبب “المقاومة” وهذا هو الإسم الحركي للنفوذ الايراني.

 

تردد مثل هذا الكلام بخفر على لسان قادة “حزب الله” في اليومين الماضيين. وقال احد مسؤوليه ان مستقبل لبنان هو في يد الله بفضل من قدم الدماء وضحّى من أجل كرامة البلاد”. اذاً مستقبل لبنان هو في يد صاحب هذا الكلام، ولبنان القائم انتهى. هذا ما قاله تعليق رأي لوكالة “مهر نيوز” الايرانية الرسمية امس على كل حال، وفيه ان “لبنان لم يعد مطلباً ديبلوماسياً ولا حاجة سياسية واقتصادية وثقافية… ولولا وجود المقاومة لكان اختفى عن الخريطة، ولم يبق منه في الذاكرة سوى اغاني صباح ووديع الصافي”!!

 

حددت ايران صراحة ما تريده من مستقبل لبلادنا، وعلى اهل هذه البلاد ان يختاروا في النهاية بين صوت وديع الصافي او صوت اللهيان ويمكنهم في هذا السبيل الاستعانة بصديق!