قد يبدو للبعض هذا السؤال كذبة أو مزايدة، لكن في الحقيقة أين هي صواريخ إيران؟ في العام 2007 انقلبت حركة «حماس» على اتفاق مكة الذي رعاه الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي دفع ممثلي «حماس» و»فتح» إلى الإقرار على القرآن الكريم، بعدم نقض الاتفاق، فماذا كانت النتيجة؟ يروي الأمير بندر بن سلطان، مآثر عن مرحلة ما بعد اتفاق مكة، حيث تمّ تبادل تفشيل الاتفاق، لتعود حركة «حماس» وتنقضّ عليه، في انقلاب مدعوم من إيران تمّ فيه، تصفية 400 ناشط فتحاوي رمياً بالرصاص، من على أسطح المباني في غزة.
في العام 2007 نفّذت حركة «حماس» انقلاباً على اتفاق مكة، وأنتجت سلوكاً إلغائياً، والتزمت بخطة إيران، فكان الانقلاب الكبير، الذي توهمت «حماس» بعده، أنّ غزة يمكن أن تشبه هانوي، فكانت جولات قتال في الأعوام، 2008، 2012، 2014، 2018، و2021، ولم ينتهِ المسلسل في العام 2023، حين انتقلت «حماس» من الوضعية الدفاعية إلى الهجومية، مع ما يعتريه كل هذا المسار من مخاطر وحسابات خاطئة.
جولات قتال خاضتها «حماس»، ولم تترك فيها، لأنصاف الحلول مكاناً. كانت اسرائيل قد اعتبرت أنّ الحركة المتحالفة مع قطر، قد توجهت إلى هموم تنمية القطاع، والسهر على وضع خطة للتطور الاقتصادي لهذا الإقليم البائس، لكن ما تبين أنّ حركة «حماس»، كانت في عمق مشروع الصراع الإيديولوجي، الذي لن يتصالح ولو للحظة مع النموذج الذي يتطلع إلى تنمية الانسان والاقتصاد.
بحكم هذا التحليل المدعم بالإثباتات من أصحاب الشأن، أنّ إيران هي الأب الشرعي لمحور الممانعة، الذي يضم «حزب الله» كإبن له الأفضلية، وحركة «حماس» و»الحشد الشعبي» والحوثيين، وهؤلاء جميعاً جزء من استراتيجية إيران التي تقاتل بالوسائل غير المباشرة، التي لا تكلفها أكثر من مجرد صرف الجهد في التسليح والتدريب.
انطلاقاً من هذه الكلفة الزهيدة تمتنع طهران عن الاشتراك المباشر في كل جولات القتال، التي تحصل في غزة والجنوب. لم تهدد إيران إلا بأذرعتها، ولم تلوح إلا بتحريك جبهتيْ الجنوب أو غزة، هذا فيما كانت تتلقى غارات اسرائيل لمدة سنوات في سوريا من دون تسجيل أي رد عملي.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تحرك ايران صواريخها باتجاه اسرائيل، ولماذا تستعمل «حماس» و»حزب الله» كوقود لمعارك تستعملها على طاولة المفاوضات؟ كيف يقبل نصرالله أن يدفع من بيئته كل الأثمان فيما تبدأ بيئته بالصراخ حتى قبل اندلاع المعركة؟