IMLebanon

حلب «تُخصِّب» الاتفاق النووي الإيراني

 

في حرب إسرائيل و»حزب الله» الأخيرة، والتي امتدت على مرحلتين، الأولى بين الثامن من تشرين الأول 2023، والثانية بين السابع عشر من أيلول الفائت وتاريخ وقف إطلاق النار الأربعاء الفائت، لم ينسحب الحرس الثوري الإيراني من المعركة، فقُتِل مسؤولون منه «في الميدان»، سواء في غرف العمليات أو مع القادة والمسؤولين، كمقتل أحد المسؤولين الإيرانيين الكبار مع السيد حسن نصرالله، ومسؤول آخر مع القيادي العسكري ابراهيم عقيل، كما أن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني كان من بين الذين أصيبوا في انفجارات البيجر.

 

 

على عكس «ميدان لبنان»، لم يصمد الحرس الثوري الإيراني في معركة حلب، ففي اليوم التالي على بدء تلك المعركة أعطيت التعليمات بالتوجه إلى مطار حلب والتوجه إلى طهران .

 

 

لماذا لم تشأ إيران القتال في حلب؟ هل من ضمن الفواتير التي تسدّدها من أجل إنضاج صفقة الاتفاق النووي الإيراني؟ إيران انكفأت عن حرب لبنان و»أوعزت» إلى «حزب الله»، عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، فهل ما تقوم به في سوريا من انكفاء تتمة لانكفائها في لبنان؟

 

 

بصرف النظر عن نتائج المعركة فإن إيران تحاول ان تُنجِز «انسحاباً تكتياً من سوريا»، كما تحاول أن تقوم بانكفاء تكتي في لبنان لأنها لا تريد أن تكرّر المواجهة المباشرة بينها وبين الولايات المتحدة والتي جرت بين عامي 1982 و1983، وكبَّدت أميركا خسائر فادحة بعد تفجير مقر قيادة المارينز. اليوم الوضع مختلف كلياً: «حزب الله» تلقى ضربة قاسية وقاصمة، سوريا في وضع كارثي، ذراعها في غزة، عبر حركة حماس، شبه مقطوعة، العقوبات أنهكتها، وقد تعود هذه العقوبات مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض .

 

 

 

بناءً على المعطيات الراهنة، مقارنةً بالمعطيات التي كانت متوافرة في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، فإن إيران تفتش عن «صفقة» مع الغرب لا أن توجِّه «صفعة» له، والنتيجة التي آلت إليها «الحربان» في لبنان، ومعركة حلب الأخيرة، تثبت أن إيران تريد تجميع المزيد من الأوراق لاستخدامها في «التخصيب السياسي» للاتفاق النووي مع الغرب، وتحديداً مع الولايات المتحدة الأميركية، فيكون انسحابها من حلب «طرداً» من «الطرود» في «التخصيب السياسي».