IMLebanon

إيران على حبلين

الجمعة والاحد الماضيين تواجهت أميركا وايران في مباراتين دوليتين في الكرة الطائرة بطهران. في كلتا المباراتين اللتين حظرتا على الفتيات وشهدهما 12 الف متفرج، سحق الفريق الايراني خصمه بنتيجة 3 – 0، مع أن مدرب الفريق المضيف أقر بأن أميركا هي “الفريق الافضل” في العالم. وقبل بدء المباراتين، حمل أربعة شبان ايرانيين علماً أميركياً ضخماً الى وسط الملعب، على إيقاع النشيد الوطني الاميركي. أما التلفزيون الرسمي الذي نقل المباراتين مباشرة فارتأى إظهار العلم من دون صوت “راية النجوم المتلألئة”.

إذا كانت هذه المواجهة الرياضية تدل على أمر، فهو أن ايران لا تزال توجه رسائل متناقضة الى الغرب. اشارات ليست الا انعكاساً لسياسة الحبلين التي تعتمدها طهران، ودليلاً على القلق الذي لا يزال يساور إيرانيين كثراً من أي اتفاق مع الغرب.

يوم كان الفريق الايراني يواجه خصمه الاميركي في المباراة النهائية، كان مجلس الشورى يصادق على مشروع قانون (أقر أمس) يمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول الى المواقع العسكرية أو الامنية والوثائق العلمية والمواقع الحساسة، في اطار الاتفاق المفترض مع الغرب. وعلى صيحات “الموت لاميركا”، صوّت النواب على المشروع الذي يطلب ايضاً رفع كل العقوبات عن ايران. ومن شأن هذه الشروط المتشددة، أن تعقد المفاوضات التي لا تزال تتعثر عن مسألة الشفافية والقدرة على التحقق من التزام ايران القيود الدولية على برنامجها النووي.

وفي المقابل، حجّم المشروع الايراني تدخل جهات ايرانية في المفاوضات النووية وقلص قدرة النواب على نسف الاتفاق، بمنحه المجلس الاعلى للامن القومي صلاحية الموافقة على الاتفاق النووي. وبدا ذلك انعكاساً لتراجع نواب جمهوريين وديموقراطيين عن مطالب قاسية كان من شأنها عرقلة أي اتفاق نووي.

ومن خارج الملف النووي وليس بعيداً من المناورات في شأنه، تمضي ايران في نشاطاتها الخارجية التي تتحدى بها دول المنطقة والغرب على السواء. بعد سوريا ولبنان والى جانب العراق واليمن، تنشط على ما يبدو في التعبئة والتدريب في أفغانستان. دعم ايران عدو عدوها في تلك البلاد ليس جديداً، وثمة معلومات كثيرة عن ضبط القوات الدولية شحنات أسلحة ايرانية كانت في طريقها الى تلك الميليشيا المتشددة، وبعضها يعود الى 2007. الا أن التقارير الاخيرة مقلقة فعلاً. فايران لا ترمي من تسليح “طالبان” إلى تقويتها بقدر ما تسعى الى تقويض النفوذ الاميركي في أفغانستان والحذر من تمدد “داعش” الى هناك.

هذا في افغانستان. أما في العراق فلم يعد سراً أن ايران تعتبر من أكبر المستفيدين من التنسيق مع واشنطن ضد “الدولة الاسلامية”. ولعل آخر أوجه هذا التنسيق ما أورده موقع “بلومبرغ فيو” من أن مقاتلين تدربهم ايران يتقاسمون قاعدة عسكرية واحدة مع القوات الاميركية في الانبار.