هذا ما قاله الضابط انور حمدالله العراقي في فيديو جرى تعميمه على وسائط التواصل الاجتماعي يطالب فيه بعدم التعرض للديبلوماسيين والسفارات عموماً، ويخص السفارة الايرانية بمطالبتها سفيراً وطاقماً بمغادرة العراق خلال 24 ساعة.
الاضطرابات الخطيرة التي تدور على الساحة العراقية بدءاً من بغداد، وتسجيل سقوط 20 قتيلاً ومئات الجرحى، دفع الهيئات الديبلوماسية الى مغادرة العراق. تبين ان السبب هو ازاحة ضابط مخابرات لا ينفذ سياسة ايران في بلده.
ولو عدنا الى حرب 1980 بين العراق وايران والتي استمرت حتى 1988 لوجدنا أنه لولا الشيعة العرب لسقطت البصرة وسقط العراق كله ولتقدم الجيش الايراني الى الداخل العراقي.
يظن الايراني ان الشيعة العراقيين معه. ومعلوم ان الشيعة شيعتان:
الشيعة العرب والشيعة الفرس. وهناك خلاف حقيقي على صعيد المرجعيات الدينية بين النجف وقم، مع ان مرجعية جبل عامل كانت تظهر بين حين وآخر اذا توافر رجل الدين الذي يشكل مرجعية في لبنان.
لا شك في ان حزب الله يوالي ولاية الفقيه في ايران علماً ان نظام آيات الله في طهران سرقوا قضية فلسطين وقضية القدس والعلم الفلسطيني ورفعوا الشعارات التي لم يكن لها تطبيق على أرض الواقع.
وفي الكتاب الذي اصدره الرئيس اياد علاوي الذي يبدو منه بوضوح انه فاز بالاكثرية النيابية ولكن الضغط الايراني ادى الى رئاسة نوري المالكي، وكان بشار الاسد قد طلب منه ان يتنحّى. فأجابه علاوي: كيف يمكن ان انسحب وأنا أمثل الاكثرية وقد نلتها في الانتخابات، إذ ان الاكثرية هي التي تحكم في الانظمة الديموقراطية. فقال له بشار: انا متوجه في زيارة رسمية الى ايران، وهم يريدون المالكي وسيحرجونني بالمالكي. لذلك استبقت الامور وأحاول اقناعك بالانسحاب.
رفض علاوي بالطبع وقال لبشار: هل انت ذاهب لتتلقى الاوامر او لتناقش؟ فصمت الاسد ولم يرد بكلمة.
قد يتساءل البعض: كيف ولماذا تتبدّل الامور في العراق؟ الجواب: ان التراجع ليس في العراق وحده انما فيه وفي سوريا ولبنان واليمن بسبب العقوبات المالية المفروضة على ايران والتي تنعكس عليها وعلى حلفائها واتباعها من حكومات وميليشيات بدأ تجفيف مواردها المالية.
باختصار: ان هذه المآسي التي يواجهها العراق ما كان لها ان تكون وتصيب هذا البلد العربي العريق لولا تلك المغامرة الهمجية التي نفذها جورج بوش بغزوه العراق في العام 2003، بالرغم من ان الرئيس الفرنسي الراحل المرحوم جورج جاك شيراك رفض ان يشاركه في اعتدائه على العراق محذراً اياه من التداعيات.
وفي النهاية، كان العراق عربياً وسيبقى عربياً حتى قيام الساعة بالرغم من حقب سود تمر فيها معظم البلدان والشعوب وأمم العالم.
عوني الكعكي