فيما كان مجلس مكافحة الفساد في العراق أمس الخميس يعلن أنه «تمّ إيقاف نحو ألف موظف بتهم الاختلاس وتبديد المال العام»،كانت الخارجيّة الإيرانية تطالب العراقيين بضرورة تهدئة الأوضاع المضطربة خوفاً من استغلالها من قبل أجانب،متجاهلة تماماً هتاف العراقيين المتصاعد في الشوارع»بغداد حرّة حرّة.. إيران برّا برّا»، وهو يوم لا بدّ آتٍ مهما تأخّر.
ستسقط كلّ أحلام تصدير «التشيّع الفارسي»، من المفيد أن يستعيد العرب اليوم كلّ «أهازيج» الخميني عن تصدير الإسلام إلى «الشعوب الإسلاميّة»!! وأنصح هنا بمراجعة كتاب متوفر على الشبكة العنكبوتيّة www.imam-khomeini.com ويحمل عنوان «تصدير الثورة كما يراه الإمام الخمیني ،مؤسسة تنظیم ونشر تراث الإمام الخمیني،الشؤون الدولیة»، فقد ورد في الفصل الأول منه بعنوان «سنعمل على نشر ديننا» في لقاء مع أحد الصحفیین الیابانیین،26 11/1979 إذ قال الخميني «سنعمل على نشر ديننا في كلّ البلدان الإسلامیة»، كيف ينشر الخميني الإسلام في بلاد المسلمين؟ قد يكون هذا أفضل جواب يوضح حقيقة أنّ هدف إيران منذ مجيء الخميني نشر التشيّع في البلدان الإسلامية، وهذا المخطط الفارسي ما يزال هو هو لم يتغيّر فيه حرفٌ منذ أبو مسلم الخراساني وحتى اليوم!
هذا المشهد العراقي وبعد كلّ الخراب والدمار الذي زرعته إيران في العراق منذ العام 1980، ينسف أوهامها عملاء إيران هُزموا فيها، مهما حاولت ستظلّ تفشل في تغيير هويّة المنطقة العربيّة، يوماً ما ستجد إيران عملاءها مرذولين في العراق وستغادر برغم أنفها ستخرج تُجرجر خلفها نهاية حلمها بربط لبنان بإيران، واكتمال الهلال الشيعي، وستجرجر معها كلّ ميليشياتها الشيعيّة الفارسية من عراقيّة وأفغانيّة وباكستانيّة ولبنانية،ستخرج وعلى طريقة المثل المصري «وقفاها يقمّر عيش»!
في لبنان، حاضنة تصدير ثورة الخميني، والأرض الأولى لعمليّاته الإرهابيّة منذ العام 1983، والبؤرة الموبوءة للأجندة الإيرانيّة التي خرجت منها كلّ الأفاعي السامّة وزحفت على المنطقة، تلوح أيضاً النهاية في الأفق اللبناني منذرة بعواقب وخيمة،سيموت حزب الله «على البطيء» ستأتي لحظة تنكفىء فيها إيران إلى داخلها المنهار، إيران نفسها هي أيضاً على وشك انفجار شعبي عارم بسبب سوء الأوضاع الإقتصادية والفقر والجوع!!
هذه المنطقة عربيّة تاريخيّاً، وأطماع إيران فيها كـ «عشم إبليس بالجنّة»، في نفس كتاب «تصدير الثورة كما يراه الإمام الخمیني» حديث عن «عزم راسخ على تطبیق الإسلام في أوساط الشعوب الإسلامیة» فورد في بيان الخميني «[إلى حجّاج بیت الله الحرام، 2/7/1987] قوله لهم:»إنّ الجمیع عاقد العزم على نشر «التوحید الأصیل» وسیادته في أوساط الشعوب الإسلامیة، ودحر العدوّ وتحقیق النصر للإسلام في مستقبل لیس ببعید»!! وللخميني العجب العُجاب عندما يتجرّأ على أن يدعو إلى نشر «التوحيد الأصيل» في أوساط الشعوب الإسلاميّة « وهم أصلاً أهل التوحيد، ليس سرّاً إذن أن الخميني يعتبرنا أمّة كافرة ويريد أن يهدينا إلى توحيد تشيّعه الفارسي !