IMLebanon

إيران برّا – برّا بغداد حرّة حرّة  

 

 

فوجئ القادة الأمنيون الذين كانوا يجتمعون لدرس الأوضاع الأمنية في العراق بمجيء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري فيما كانوا ينتظرون وصول رئيس الحكومة، ما أثار تساؤلات حول الحاجة الى حضوره، خصوصاً أنّ الموضوع هو شأن عراقي داخلي يفترض أنه لا دخل لأي طرف خارجي فيه، خصوصاً سليماني، تأكيداً على ما يردده العراقيون في التظاهرات «إيران برّا برّا… بغداد حرّة حرّة».

 

وكان لافتاً الرسائل التي وجهها آية الله العظمى السيّد حسن الموسوي، رجل الدين العراقي المشهور الى الخامنئي وإلى السيّد مقتدى الصدر وإلى «الجيش العراقي الباسل»، في الرسالة الأولى الى مرشد الثورة الايرانية حملت الكثير من التحدي منذ الكلمة الاولى التي جاء فيها: «أنت تعلم كما يعلم غيرك أن العراق وشعبه عصيّ عليكم وعلى غيركم، ولا تستطيعون الاستمرار بأفعالكم هذه وتصدير ثورتكم الفاشلة لشعبنا، وتعلمون كذلك أن شعب العراق، شعب مسلم ولا يحتاج الى قيادتكم وتوجيهاتكم وثوراتكم، وأنّ شعبنا هو جميل وملتحم بكل أطيافه وألوانه الجميلة، وهو واحد موحد بوطنيته، لقد قمتم بتكوين فصائل مسلحة تنتمي إليكم ولا تنتمي الى العراق وتوجيهاته، والذي أطلق عليها الشعب العراقي اسم يليق بهم وهو الذيول، فأقول اسحبوا ذيولكم الى دولتكم قبل أن يسحقهم الشباب العراقي العربي الثائر بالأقدام وهذا ما لا نتمناه لأن الدم العراقي غال وعزيز علينا(…)».

 

رسالة ثانية الى السيد مقتدى الصدر، وجاء فيها: «تألمنا يا سماحة السيد كثيراً عندما رأيناك تغيّر شعارك الوطني المشهور والذي هو: «إيران برا برا» الى «الفاسد برا برا» وقد دعوت أتباعك للبس الكفن ونحن لا نريد التمييز بين شباب الثورة في هذا الملبس، بل هو ثورة شعبية عراقية مطلبها واحد».

 

وأمّا رسالته الى «الجيش العراقي الباسل» وقوات الشرطة والأجهزة الامنية، فحملت تحية وطنية حرة: «عبارتكم المشهورة: نحن باقون والحكومات تتبدل»، فندعوهم الى إثباتها واقعياً بالوقوف الى جانب الثوار ولا يستمعوا «الى القيادات العميلة التي توجهكم لضرب إخوانكم وأخواتكم، وألا تسمحوا للأحزاب المسلحة التي يقودها (المجرم) قاسم سليماني الذي أوغل بشعوب المنطقة وقتل الآلاف باسم الدين والمذهب، يضيف في رسالته للجيش العراقي: افسحوا الطرقات أمام الثوار (…) ان الاجنبي راحل لا محالة وإن الحكومات الفاسدة راحلة (…) وسندعو الى حكومة يقودها عسكري استعداداً لانتخابات تشرف عليها الامم المتحدة».

 

وكان الموسوي قد ناشد كل المنظمات الدولية مساعدة العراق وإنقاذه من الهيمنة الايرانية التي سلبت كل مقدرات الشعب العراقي وحاولت ولا تزال أن تبث الجهل في صفوف أبناء شعبنا (…) وتحاول تركيع العراق وشعبه تحت الوصاية الايرانية، ان إيران تتصرف وتسلب العراق منذ ١٥ سنة».

 

والواقع ان الايراني وأتباعه في العراق لم يفهموا طبيعة الشعب العراقي العربي الأبي الذي لم يعرف الطائفية والمذهبية طوال تاريخه إذ كان ولاؤه لوطنه العراق ولقوميته العربية، وإن ما يجري في العراق من حراك هو إنتفاضة للكرامة والسيادة الوطنية، ورفضاً للهيمنة الايرانية – الفارسية، إضافة الى أنه رفض لسياسات التجويع والظلم والتشريد والتنكيل التي يمارسها الحكام الذين هم من أتباع الايراني.

 

يحاول الايراني ان يعيد تركيب العراق على قاعدة سني – شيعي، ما يتعارض مع تكوين هذا الشعب العربي الأبي.