نهنّئ الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني لأنّه اعترف بالدور التخريبي الذي تقوم به إيران في البلدان العربية والإقليمية، ونحن بدورنا نعترف له بأنه «نجح» في تخريب العالم العربي… أما كلامه عن أنّ الدول المشار إليها لا يصدر فيها قرار إلاّ بموافقة إيران فهو في غير محله لأنّ قرار التخريب هو لإسرائيل إلاّ إذا كان يعتبر نفسه حليفاً للدولة العبرية.
1- بالنسبة الى العراق: هل استطاعت إيران أن تحكم العراق منذ أن منحها إياه الغزاة الأميركيون في العام 2003 وحتى اليوم؟ والواقع أنّ العراق في مستنقع من الخراب والدمار جراء العمليات الارهابية شبه اليومية التي يقع ضحيّتها مجموعات كبيرة من المدنيين الأبرياء.
2- بالنسبة الى سوريا ماذا استطاع الايرانيون أن يحققوا طوال السنوات الأربع الأولى من الحرب سوى القتل وتدمير المباني على رؤوس الأبرياء وتهجير معظم الأهالي في الداخل والخارج بالرغم من جلبهم «حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية والباكستانية والأفغانية للقتال وإياها الى جانب النظام في الحرب ضد شعبه.
ولولا التدخل الروسي المعروف في الميدان على الأرض وفي الميدان الديبلوماسي بالڤيتو في مجلس الأمن الدولي لكان النظام ودّع من زمان.
3- وفي البحرين لجأوا الى تحريض أبناء المملكة البحرينية الشيعة ضد ملكهم وحكومتهم وإخوانهم في المواطنة وبالتالي ضد وطنهم… وهنا أيضاً حققت إيران الفوضى والقلاقل والاضطرابات ولا شيء آخر بفضل حزم الحكومة والقرار السعودي الحاسم بدعم البحرين بجميع الوسائل التي من شأنها أن تحفظ أمن واستقرار هذا البلد العربي.
4- وفي اليمن لجأت إيران الى اعتماد الأسلوب ذاته وممارسة اللعبة ذاتها: التحريض والخراب والتدمير فحرّضت الحوثيين على الشرعية الوطنية وعلى إخوتهم ومواطنيهم من المذاهب الاسلامية المختلفة فبدأوا بحرب عصابات ولم يلبثوا أن نظموا صفوفهم الى نوع من الميليشيات المقاتلة معتمدين على الدعم الايراني المالي واللوجستي والعسكري بأشكاله كافة، فماذا كانت النتيجة؟ انّ هذا البلد الذي كان سعيداً حسب ما يُقال في التراث العربي منذ نحو ألفَي سنة، فإذا به اليوم بـ»فضل» النظام الايراني يتحوّل الى أحد أكثر بلدان العالم تعاسة تدور فيه الحروب من جنوبه الى شماله وتجتاحه الأمراض ويعاني قسم كبير من أطفاله من سوء التغذية بينما يقع القسم الأكبر من شعبه تحت خط الفقر.
5- ويمكن الإستمرار في ضرب الأمثلة الى ما لا نهاية، فنكتفي بما تقدّم على سبيل المثال لا الحصر مسجلين الملاحظتين الآتيتين:
الأولى- إنّ العراق دليل فاقع على فشل التدخل الايراني في بلدان المنطقة باستثناء الخراب والدمار، وها هو هذا البلد العربي العريق يعود الى عروبته ويلقى الترحاب من المملكة العربية السعودية ومن مصر ومن الكويت وسائر البلدان العربية وحتى من تركيا أيضاً، على أمل أن تكتمل عودته في القريب العاجل بمزيد من الاتفاقات والمذكرات المتبادلة على غرار ما حدث خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى المملكة العربية السعودية قبل أيام.
الثانية- إنّها مناسبة لتكرار التأكيد بأنّ نظام آيات الله في إيران لا هدف له سوى تسعير الفتنة السنية – الشيعية وتعزيز التطرّف واحتضان الإرهاب.
عوني الكعكي