IMLebanon

إيران تحتفظ بأوراق التفاوض الضاغطة استعداداً لمواجهة الإدارة الأميركية الجديدة

هل يصحّ ما يتوقعه مصدر ديبلوماسي وهو أن إيران ستظل محتفظة بكل أوراقها الضاغطة استعداداً لمواجهة سياسة الادارة الأميركية الجديدة التي تأتي بها الانتخابات الرئاسية اذا لم يتم التوصل الى حل الأزمات في المنطقة، ولا سيما في سوريا، قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي باراك أوباما؟

في معلومات المصدر عينه أن لروسيا وايران والرئيس بشار الأسد مصلحة في حل الأزمة السورية قبل انتهاء ولاية الرئيس أوباما لأنه قد يكون حلاً في مصلحة الأطراف الثلاثة. فالرئيس الأسد يبقى حتى نهاية ولايته ولهذه الغاية يستعجل الحل العسكري الذي أصبحت حلب عنواناً أساسياً له، وتكون روسيا جعلت هذا الحل أمراً واقعاً تواجه به الادارة الاميركية الجديدة بحيث لا يعود في امكانها تغيير ما هو اساسي فيه، كما تكون ايران قد حققت أهدافها في سوريا وباتت مستعدة للبحث عن حل للأزمة في لبنان. لكن هل في استطاعة لبنان تحمّل استمرار أزمة الشغور الرئاسي وتداعياتها وانعكاساتها السلبية على عمل كل المؤسسات الى حين قيام ادارة أميركية جديدة، واذا ظلت ايران تربط حل الأزمة الرئاسية في لبنان بحل الأزمة الرئاسية في سوريا وبين من يسعى لربط مصير سوريا بمصير الأسد، حتى اذا أخذت ايران ما تريد من سوريا تعطي ما تطالب به في لبنان؟

لذلك يمكن القول إن الأزمة في سوريا تدخل في سباق بين التوصل الى حل لها خلال ما تبقى من ولاية الرئيس أوباما أو استمرارها الى حين قيام إدارة جديدة في أميركا قد تكون لها سياسة تختلف عن سياسة الادارة الحالية، اي سياسة الحزم والحسم وليس سياسة التردد والارتباك، اذ إن أميركا تنتقل من سياسة الدفاع في المنطقة الى سياسة الهجوم لاسترجاع هيبتها ودورها كما كانت في عهود رؤساء سابقين استطاعوا توظيف الاصدقاء والاعداء على السواء لخدمة المصالح الاميركية. ويعتقد المصدر الديبلوماسي إياه أن صيف العام الحالي إما يكون صيف الحل للأزمة السورية وتالياً للأزمة في لبنان وما في المنطقة من أزمات، وإما يكون صيف العبور الى حل تتولاه الادارة الأميركية الجديدة التي ستنبثق من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو حل قد يكون مختلفاً عما يطرح حالياً من حلول يعطي كل دولة حصتها بحسب حجم نفوذها وقوة وجودها، فتتوقف الحروب وتتحسن العلاقات بين دول المنطقة والدول المعنية، ولا يعود ثمة مبرر لوجود أسلحة خارج كل دولة في أيدي ميليشيات تحت أي مسمى، لأن السلام الذي يكون قد تحقق لا يحتاج الى سلاح سوى سلاح الدولة.

ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس كانت قد نصحت خليفتها هيلاري كلينتون في الوزارة والمرشحة حالياً للرئاسة الاميركية، بالعمل على ابرام اتفاق سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأن هذا ينهي مبرر وجود حركة “حماس” و”الجهاد الاسلامي” في فلسطين و”حزب الله” في لبنان، ما يجعل الشرق الأوسط في حال أفضل، مشيرة الى أن العلاقات القوية بين الولايات المتحدة واسرائيل هي المفتاح لقيام شرق أوسط أفضل، وان على اسرائيل اقتسام الأرض مع الفلسطينيين ليكون هناك حل الدولتين وترك لبنان سليماً. وأوضحت أيضاً أن إسرائيل هي من أوثق حلفاء أميركا وأصدقائها وأنها عندما تشعر بالأمن فإنها تتخذ عندئذ قرارات صعبة في المفاوضات مع الفلسطينيين، وهذا هو المفتاح لقيام شرق أوسط أفضل. وقدمت رايس الى كلينتون نصيحة توقف تزايد نفوذ “حزب الله” و”حماس” وسواهما من التنظيمات الجهادية ان عليها “هزم حزب الله وحماس وأمثالهما من المنظمات سياسياً وذلك بطرح حل عادل للقضية الفلسطينية توصلاً الى سلام شامل وعادل ينطلق من إقامة دولتين”.

هذه هي الطريقة السياسية التي تنهي دور السلاح خارج كل دولة وتسقط ذريعة الاحتفاظ به من أجل تحرير الأراضي المحتلة، وتحويل هذا السلاح الى الداخل اللبناني والفلسطيني لنصرفة طرف على آخر وتحقيق أهداف داخلية وخدمة دول خارجية. فهل تنتهي الأزمة السورية مع نهاية ولاية الرئيس الأسد أو ولاية الرئيس أوباما ومعها الأزمة في لبنان، أم يجب انتظار إدارة أميركية جديدة تأتي بها الانتخابات الرئاسية في أميركا ويكون صيف لبنان صيف انتظار جديد وكأنه كتب للبنان كما قال البطريرك الكاردينال الراعي من باريس: “لا يمكن أن يبقى لبنان هو الضحية ويدفع الثمن كلما اهتز نظام في المنطقة أو وقعت أزمة في مكان ما، وهذا يدعو الى فصل لبنان عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية”.