لبنان عربي قلباً وقالباً ولن يكون غير عربي شاء من شاء وأبى من أبى، لا سلاح «حزب الله» ولا مشروع ولاية الفقيه يمكنهما أن يغيّرا لبنان.
لبنان من مؤسّسي جامعة الدول العربية، لبنان سويسرا الشرق، لبنان أجمل بلد عربي… نعم لبنان عربي ولن يكون غير عربي.
صحيح أنّ مشروع ولاية الفقيه يريد أن يغيّر لبنان ليصبح ضمن مشروع ولاية الفقيه، وهذا ما أعلنه السيّد حسن نصرالله عبر شاشات التلفزيون أكثر من مرة ولكن كلام نصرالله لا يعني أكثر من كلام… صحيح أنّ علينا التنبّه الى كلامه، ولكن أين ما يريد السيّد وأين الحقيقة؟!.
لا السيّد ولا غير السيّد يمكن أن يغيّر لبنان!
فماذا يريد «حزب الله» من لبنان؟ ولماذا يريد الإساءة الى العلاقات بين لبنان والعالم العربي؟
بكل بساطة الجواب هو تنفيذ مشروع ولاية الفقيه، إذ أعلن أكثر من مسؤول كبير في إيران أنهم يسيطرون على أربع عواصم دول عربية وهي اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ومشروع الهلال الشيعي الذي كشفه منذ سنوات عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني، وكلام السيطرة الايرانية على أربع عواصم عربية هذا المشروع كان متقدماً وبخطوات سريعة الى أن جاء الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وأعلن عن «عاصفة الحزم» في اليمن، وهنا بدأ مشروع ولاية الفقيه بالتراجع.
ولنبدأ في اليمن:
كان الحوثيون وبمساعدة علي عبدالله صالح والحرس الثوري الايراني وعناصر من «حزب الله» قد سيطروا على عاصمة اليمن «صنعاء» ثم انتقلوا الى عاصمة الجنوب «عدن» وهكذا لو قدّر لهم أن يسقطوا «عدن» لكان اليمن اليوم مستعمرة إيرانية، وهنا كما ذكرنا جاءت «عاصفة الحزم» لتغيّر طبيعة المشروع وهكذا وخلال فترة قصيرة استعادت القوى الشرعية اليمنية «عدن» وعدداً كبيراً من المدن ولم يبقَ إلاّ «صنعاء» المحاصرة من جميع الاتجاهات.
هنا بعد التدخل السعودي في اليمن، وبعد تعثّر مشروع ولاية الفقيه في العراق، وبعد فشل المشروع أيضاً في سوريا والإستعانة بروسيا، راح الاتجاه الى لبنان.
ومن هنا نرى تصرفات عدة يقوم بها «حزب الله» ما يبيّـن أنّ إيران تحاول تعويض خسارتها في سوريا والعراق واليمن، وأشدّد هنا على اليمن، في لبنان…
الانظار متجهة الى لبنان… كيف يمكن تعويض الخسائر في اليمن والعراق وسوريا في لبنان؟ من هنا بدأ «حزب الله» بوضع مخطط لتغيير لبنان العربي الى لبنان الفارسي.
والمثل الشعبي الذي يقول «خذوا أسرارهم من صغارهم» ينطبق على ما قاله الوزير السابق وئام وهّاب، طبعاً بعد تهجمه على آل سعود والمملكة العربية السعودية وذلك إكراماً لولاية الفقيه… وذلك ليس «ببلاش»، ومعاليه يعلم أين كان قبل علاقته بولاية الفقيه وأين أصبح من زعماء الدروز المميّزين…
ليس مهماً التحدّث عن وئام وهاب ولكن من كلامه يمكن أن نرى كيف يفكر «حزب الله» وماذا هو مشروع «حزب الله»، طبعاً المهم هو مؤتمر تأسيسي وهذا بيت القصيد، نعم يريدون تغيير «الطائف»، ويبدو أنّ «اتفاق الدوحة» لم يكن كما أراد «حزب الله».
ماذا يريد «حزب الله» وماذا يفعل باللبنانيين وبلبنان على الأصعدة كافة؟!.
على صعيد العلاقات مع الدول العربية يكفي أن يكون الوزير جبران باسيل وزيراً للخارجية لكي يخرّب ما لا يمكن تخريبه.
* المشروع الآن هو كما يلي:
1- إساءة العلاقة مع الدول العربية ابتداءً من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وقد كلف هذه المهمة منذ زمن بعيد الوزير جبران باسيل ونتائج أعماله بدأت تثمر بوقف الهِبة السعودية (4) مليارات دولار.
2- عدم انتخاب رئيس للجمهورية بالرغم من أنّ 14 آذار ولكي يسقطوا تذرّع «حزب الله» بأن مرشحهم هو الجنرال عون، رشح الدكتور جعجع الجنرال عون ورشح الرئيس سعد الحريري الوزير فرنجية المحسوب على 8 آذار وبالرغم من ذلك يقول السيّد لشو مستعجلين؟ بعد 21 شهراً يقول السيّد: «طولو بالكم» و»لشو العجلة»؟
3- الإساءة الى الدول العربية والضغط نحو طرد اللبنانيين الذين يعتاشون في المملكة ودول الخليج والبالغ عددهم 800 ألف مواطن والذين يرسلون 6 مليارات دولار لأهاليهم في لبنان.
* الوضع المالي:
أخطر ما يقوم به «حزب الله» هو كما جاء في نشرات دولية اقتصادية عدة حول تورّطه في عمليات تهريب مخدرات وتبييض أموال وما يفعله في أميركا الجنوبية وهذا الملف من أخطر الملفات الاقتصادية والمالية على لبنان، وللعلم نذكر بقضية البنك الكندي ولولا حكمة حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة لكان وضع البنوك اللبنانية في خطر كبير وهذا ما يريده «حزب الله».
خلاصة القول: إنّ «حزب الله» لا يريد دولة في لبنان خصوصاً وأنّ الدولة هي بكل بساطة دولة عربية.
من هنا نرى أننا لا نسمح لـ»حزب الله» أن يسيطر على لبنان وكما ضحّى عدد كبير من اللبنانيين الشرفاء بأرواحهم ابتداء من استشهاد الرئيس رفيق الحريري والوزير باسل فليحان و32 من مرافقيه الى سلسلة الشهداء الذين قتلوا بسبب عروبتهم، سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميّل، وليد عيدو، انطوان غانم، فرانسوا الحاج، وسام عيد، سامر حنا، وسام الحسن، والشهداء الأحياء الوزير مروان حماده والوزير الياس المر والصحافية مي شدياق.
هذه التضحيات كلها لأنّ «حزب الله» يريد أن يسيطر على لبنان ولكن اللبنانيين الشرفاء لن يسمحوا له بذلك.
من هنا نرى أنّه علينا أن نعتذر من المملكة العربية السعودية ومن كل الاخوة في دول الخليج ونقدّر أنهم يتحمّلون من إساءات «حزب الله» لحكام ولشعوب تلك البلدان العربية ولكن نقول لهم إنّ الشعب اللبناني هو شعب عربي ولن يكون غير عربي مهما كانت المؤامرات والمخططات والمشاريع كبيرة وخطيرة.