أعلنت إيران أنها ستنتهج “سياسة الصبر” والإمتناع عن التسرّع في تعاملها مع إدارة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، وأنها لن “تختبر” أميركا من خلال تجربة الصاروخ البالستي التي أجرتها أخيراً.
ومعلوم أنّ إدارة ترامب كانت قد شدّدت العقوبات على إيران بعد اختبارها الصاروخ البالستي وطاولت هذه العقوبات ثلاث شخصيات وشركتين في الصين، وأعلن أمير حسين زماني نائب وزير النفط الايراني أنّ بلاده لن تفرض قيوداً على شركات النفط الاميركية التي ترغب في المشاركة في مشاريع الطاقة على أراضيها.
من ناحية ثانية، الناطق باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي قال إنّ تجربة الصاروخ البالستي لا تحمل أي إشارة الى الادارة الاميركية ولا حاجة لنا لاختبار ترامب وقد سمعنا آراءه في ما يخص المنطقة.
فعلاً يبدو أنّ إيران لا تفهم إلاّ بلغة القوة والعنف، كان يُقال قديماً: يا فرعون مين فرعنك؟ فيجيب: فرعنت وما حدا ردني، ويبدو أيضاً أنّ إيران كانت “مفرعنة” بفضل تراخي أوباما… ولكنها تراجعت اليوم أمام صلابة ترامب.
إنّ من يعرف “نظام التقية” في إيران يدرك جيداً أنهم يقولون غير ما يضمرون… وهذه معروفة عنهم، ومع نفيهم أنهم يختبرون الادارة الاميركية الجديدة فإنهم كانوا يختبرونها فعلاً… ومن يراجع أقوالهم وأقول إعلامهم، يتضح له أنهم حاولوا ليس فقط تجربة الصاروخ البالستي إنما أيضاً حاولوا تجربة ترامب… وأمام صلابة الموقف الاميركي تراجعوا، وكأنّ كل ما صدر عنهم من أقوال لم يكن سوى ذر للرماد في العيون.
عوني الكعكي