يتبيّـن يوماً إثر يوم أنّ المشروع الايراني – الفارسي سيئ بحق العرب، وكم أنّ التدمير المبرمج هو كبير وخطير.
ونبدأ، اليوم، من العراق:
فكما هو معروف فإنّ الوحيد الذي استفاد من غزو أميركا العراق سنة 2003 هو إيران.
ولو نظرنا الى التدمير الممنهج الذي ارتكبته إيران لتفتيت العراق لاكتشفنا أنّه تم وفق الآتي:
أولاً- قرار أميركا الاول بعد الغزو كان حل الجيش العراقي، يعني أنهم تركوا مليون عائلة في الشارع من دون أي حقوق ومن دون أي مردود مادي.
ثانياً- حل الجيش أدّى الى أن يكون العراق مشرّعاً لمن هبّ ودبّ في الفوضى… أي للمناخ الملائم للسرقات وللقتل، والأهم للإرهاب.
ولو نظرنا منذ الغزو الأميركي حتى اليوم لتبيّـن أنّه يكاد لا يمر يوم واحد من دون خمس أو عشر سيارات مفخخة ونحو خمسين قتيلاً الى مئة قتيل، ناهيك بالجرحى بأعداد مخيفة…
ثالثاً- أيضاً في موضوع الانتخابات النيابية والديموقراطية فقد كان في ادعاء الأميركي أنّ من أسباب الغزو تمكين العراق من الديموقراطية وحرية الانتخابات، والواقع أنّه فاز أياد علاوي بأكثرية تخوّله أن يتولّى رئاسة الحكومة، فكان أن أبعده التوافق الأميركي – الإيراني، وجيء بنوري المالكي رئيساً للوزراء الذي حوّل العراق هذا البلد العربي الكبير الى محمية إيرانية.
رابعاً- الأخطر من ذلك كله الفساد وكيف تستبيح إيران العراق بثروته الطبيعية 36 مليار دولار لإيران و6 مليارات دولار للحرس الثوري وكله من الثروة النفطية.
خامساً- والأشد خطورة من ذلك كله التقسيم حيث هناك فرز سكاني غير طبيعي… وهو ليس ضد السُنّة وحدهم بل كذلك ضد الشيعة، وعلى رأسهم آية الله السيستاني.
ولما كان الشيء بالشيء يذكر، فأود أن أشير هنا الى أنه سبق أن نشر في العدد الصادر بتاريخ 15 نيسان 2015 في «الشرق» خبر عن لقاء السيّد السيستاني ووزير الدفاع الاميركي الأسبق دونالد رامسفيلد قيل إنّه وارد في مذكرات رامسفيلد (المجهول والمعلوم)، وتبيّـن لنا في ما بعد أنّه خبر غير صحيح ومختلق جملة وتفصيلاً، خصوصاً وأنّ مذكرات السيّد رامسفيلد الآنفة الذكر المطبوعة، تخلو تماماً من أي إشارة لهكذا موضوع، وقد صدر تكذيب رسمي عن السيّد رامسفيلد في حينه للموضوع ونشر التكذيب في عدد من وسائل الإعلام.
ونحن في «الشرق» وإلتزاماً بالمهنية الإعلامية نشرنا التكذيب في العدد الصادر بتاريخ 25 نيسان 2015، ولكن خبر التكذيب أرفق سهواً بصورة تجمع بين السيستاني والسيّد رامسفيلد، وقد تبيّـن لنا أنّ هذه الصورة مركبة وغير واقعية خصوصاً وأنّ العنوان المرافق للصورة عن لسان رامسفيلد كان: لم ألتقِ السيّد السيستاني.
وفي الوقت الذي نوضّح ملابسات هذا الخبر الذي لم تكن له خلفيات مقصودة أو سلبية، نؤكد على احترامنا للمرجعيات الاسلامية كافة لا سيما المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة السيّد السيستاني.