عندما يبلغ سعر برميل النفط 46 دولاراً أميركياً، فهذا يعني أن لعبة عضّ الأصابع بلغت ذروتها، وعندما يتوجّه الرئيس الإيراني «الإصلاحي المعتدل» مهدّداً «الذين خططوا لخفض أسعار النفط ضد بعض الدول سيندمون على فعلتهم»، فهذا يعني أنّ القلق بلغ ذروته في الدولة الإيرانيّة، وأنّها تواجه شبح انهيارٍ اقتصادي كبير يلوح في أفقها وأنّه بات وشيكاً جداً، وهذا التهديد بـ «النّدم» ليس أكثر من «كلام فارغ» أطلقه الرئيس الإيراني بالأمس لرفع المعنويات وذلك خلال لقائه أهالي مدينة بوشهر، أمّا قوله لشعبه :»إيران لن تقع تحت ضغط الانخفاض في أسعار النفط وتتخذ التدابير والسبل الكفيلة بالتعويض عن ذلك»، وهذا كذبٌ بحت، فقد كذب الإيراني على شعبه في خطابه أكثر من مرّة خصوصاً عندما هوّن عليهم «الكارثة» الاقتصادية التي تنظرهم، وهذا كمن يهوّن الموت، والموت له سكرات!!
واستغلّ الرئيس روحاني السذاجة وربّما الحقد الفارسي على الدول العربيّة، فبرّر ما أصاب بلاده بأنّه إذا «تضررت إيران من انخفاض أسعار النفط فاعلموا بأن الدول المنتجة الأخرى مثل السعودية والكويت ستتضرر أكثر من إيران»، وهذا أيضاً كذبٌ بحت، وعندما يبلغ الكذب هذا الحدّ فهذا يشي بأنّ الأمور بلغت مرحلة خطيرة في إيران!!وبلغ الكذب بروحاني حدّاً مفاجئاً عندما «خبّأ» الحقيقة عن شعبه وأوهمهم بـ»أنّ الإحصائيات تشير إلى أن 80 بالمئة من الميزانية العامة للسعودية معتمدة على بيع النفط وان 90 بالمائة من صادرات السعودية معتمدة أيضا على بيع النفط الخام، وأنّ 95 بالمئة من ميزانية الكويت معتمدة على النفط كما أنّ النفط الخام يشكل نحو 95 بالمائة من صادراتها في حين أنّ إيران تعتمد على النفط في ميزانيتها بنسبة 33 بالمائة في العام الجاري، فضلا عن أننا اتخذنا التدابير اللازمة لمعالجة هذا الانخفاض»، وهذا أيضاً كذبٌ محض!!
لقد أخفى روحاني عن شعبه أنّ «65 دولاراً لبرميل النفط، هو السعر المتوقع للميزانية السعودية خلال 2015، وأنّ السعودية نجحت في السنوات الـ5 الماضية في وضع تقديرات مناسبة لأسعار البترول، وخبّأ روحاني عن شعبه حقيقة أنّ «السعودية حققت فائضا بلغ 549 مليون دولار في ميزانيتها العام 2013، وهو الفائض العاشر في ميزانيات السعودية في آخر 31 عاما منذ 1983، ذلك بعدما سجلت الميزانية لعام 2012 فائضا في حدود 103 مليارات دولار، لتحقق بذلك الفائض التاسع في ميزانياتها فعليا منذ 1983، وثاني أعلى فائض في تاريخها، وبعد الفائض المحقق في عام 2013، يصل إجمالي فوائض المملكة آخر 11 عاما إلى 586 مليار دولار، وكلّها دخلت صناديق سيادية لخدمة الشعب السعودي ولتنمية الدولة ومشاريعها.
وكذب روحاني على شعبه وضلّله عندما سمّى الكويت وتجاهل أن مشروع الميزانية الكويتية للسنة المالية 2015-2016 بني على تقدير الإيرادات النفطية ضمن بين 55 و60 دولاراً للبرميل، وأنّ الكويت حققت فائضا قياسيا في الميزانية العامة للدولة، وأن هذا الفائض الكبير في الميزانية الكويتية سببه ارتفاع أسعار النفط الذي بلغ 110 دولارات للبرميل في حين أن الميزانية الكويتية تعتبر سعر برميل النفط ستين دولاراً، وأنّ الكويت قدرت سعر برميل النفط التوازني للموازنة العامة والحساب الجاري عند نحو 48 و40 دولاراً للبرميل على الترتيب في عام 2014 وهي الأدنى بين جميع الدول».
وكذب روحاني على شعبه عندما قال:»لا يمكن الضغط على إيران بخفض أسعار النفط وسنتجاوز هذه المؤامرة أيضا وليس من الممكن أن يستمر الانخفاض فترة طويلة»، وكذب روحاني عندما أكد لشعبه «أن إيران استطاعت أن تتجاوز مرحلة الركود الاقتصادي وأنهم نحن ماضون اليوم نحو تحقيق الازدهار الاقتصادي»، عن أيّ ازدهار يتحدث روحاني فإيران التي بنت ميزانيتها للعام 2014 على سعر 100 دولار لبرميل النفط الواحد، تكبدت خسائر فادحة، لهذا اقترح برلمان إيران حساب الميزانية على أساس 75-80 دولاراً لبرميل النفط، فيما الميزانية الجديدة التي قدمها الرئيس الإيراني حسن روحاني لمجلس الشورى للتصديق عليها شملت تحديد سعر 72 دولاراً لبرميل النفط الإيراني، فيما رأى مركز أبحاث البرلمان التابع لمجلس الشورى الإيراني تسعير النفط في الميزانية المقدمة من الحكومة برئاسة، حسن روحاني للعام المقبل بما يوازي 60 دولاراً بدلا من 74 للبرميل!!
وكذب الرئيس حسن روحاني على شعبه لأنّ صندوق النقد الدولي قدّر في تشرين الأول الماضي أن تحقيق توازن في ميزانية إيران يتطلب أن يكون سعر برميل النفط 130 دولاراً، وكذب روحاني على شعبه لأن استمرار الهبوط في أسعار الخام، يكبد خزينة دولته خسائر فادحة، ولأن إيران لديها جبهات كثيرة ينفقون فيها أموال الشعب، سواء كان في سوريا أو العراق أو اليمن»!!
فلتكذب إيران وقيادتها قدر ما شاءت، ولتدفن رأسها في رمل الحديث عن المؤامرة، إنّه لأمر سيسعد كلّ الدول التي تعاني من الإرهاب الإيراني أن تفلس إيران وحرسها الثوري الإيراني وأن تجفّ «حنفيّاتها» المفتوحة لخراب المنطقة العربيّة، «قولوا آمين».