IMLebanon

إيران ستردّ «اعتبار» حزب الله!

منذ الأمس ـ وبُعيْد نشر تصريح علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إذ قال الأخير: «المقاومة سترد بقوة وحزم ثوري في الوقت والمكان المناسبين على الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني» ـ ومعزوفة واحدة تتردّد على مسامع اللبنانيين من مجموعة حزب الله وحلفائه، مع أنّ لا بيان صدر عن الحزب يؤكّد هذه اللازمة، إلا أنّ الصورة باتت شديدة الوضوح، بل وتزيد إحراج حزب الله إحراجاً، خصوصاً وأنّها صدرت من إيران المستهدف الحقيقي بالغارة.

وهذه الصورة الواضحة، كرّسها بالأمس أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام، وقائد الحرس الثوري الإيراني الذي يأتمر حزب الله بأوامره، إضافة إلى وزير الدفاع الإيراني، وذلك خلال تشييع العميد الإيراني الذي أردته غارة القنيطرة، ولنبدأ بالثالث الجنرال حسين دهقان وزير الدفاع، وما قاله على هامش التشييع: «الغارة لن تمر من دون رد (…) المهم مكان وزمان هذا الرد»، لذا أليس صحيحاً تشبيه ما نسمعه في لبنان بالـ»معزوفة»؟!

أما الأول فكان محسن رضائي أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام، فقد صرّح، وبوضوح لا لبس فيه: «سنرد لحزب الله اعتباره (…) الحزب حذر لأن  لديه خطة على الأجل الطويل ولن يردّ في ثورة غضب»، وهنا علينا أن نتساءل: ما هي خطة حزب الله الطويلة الأجل، قبل أن نتساءل: كيف ستردّ إيران للحزب اعتباره، خصوصاً أنّ كلّ التصريحات الإيرانيّة تؤكّد «اللازمة السوريّة» حول الزمان والمكان المناسبيْن، وهذه هي المرّة الأولى التي يحتاج فيها إلى تصريح إيراني «يردّ له اعتباره»، وهنا علينا أن نقول وبدقّة شديدة: حزب الله سيلزم الصمت لأنّ الطائفة الشيعيّة عموماً لم تعد قادرة على دفع أثمان مغامراته المكلفة!! وأطرف ما قيل أمس خلال تشييع العميد الإيراني ـ ذو الاسم الغريب محمد علي الله دادي ـ هو تصريح الثالث، الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري، الذي أعلن أن العميد الذي سقط في غارة القنيطرة السوريّة كان هناك «لإرساء الأمن والسلام في هذا البلد»!!

وسط هذا البحر من دماء الشعب السوري، وما ترتكبه إيران وحزبها في سوريا بحقّ الشعب السوري، فإنه لمن «الوقاحة» بمكان أن تتحدّث قيادة الحرس الثوري الإيراني أنّ جنرالها الذي استهدفته العملية العسكريّة، وهو أول قتلى الحرس الثوري ـ وأول دم فارسي يسقط خارج المعارك الإيرانية المباشرة ـ يسقط مباشرة بنيران إسرائيل، كان يعمل على «إرساء الأمن والسلام في سوريا»!!

وبعيداً عن هذه الادّعاءات التي ألفنا سماعها من حزب الله ومن إيران، الصورة والتصريحات التي رافقت تشييع العميد الإيراني، ستطبع الأيام المقبلة، وسنسمع «الأوركسترا» المعهودة ستتحدّث عن الزمان والمكان، حزب الله في وضع لا يحسد عليه منذ خطاب حسن نصرالله خلال تشييع عماد مغنية في 14 شباط العام 2008، وقد لا يذكر اللبنانيّون اليوم جملته الشهيرة «إذا أردتم الحرب المفتوحة فلتكن الحرب المفتوحة»، وما تلاها من تفسيرات وتبريرات والتأكيد على أنه قال «إذا» وهذا يعني أن لا حرب مفتوحة، وبفضل «القيادي ـ العميل» محمد شوربة، فشل حزب الله حتى في الثأر لقائده الميداني عماد مغنية، وهذه المرّة، أمين عام حزب الله التزم الصمت تحت عنوان ضبط النفس، أو خطة استراتيجية طويلة الأجل، ومنذ العام 2008 وحتى الأحد الماضي، بات حزب الله في وضعٍ يحتاج فيه إلى تصريحات تأتي من إيران لتردّ له اعتباره!!