IMLebanon

بعد الليل الإيراني الطويل نهارات وليالي المجاهدين

 

حسمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفها فردّت على هواجسٍ من هنا، وشماتاتٍ من هناك وتساؤلاتٍ من الجميع. ومهما حاول رئيس حكومة حرب العدو بنيامين نتنياهو المضيّ في نهجه المخادع ونكران الحقيقة، منذ بداية الحرب في المنطقة، مدعوماً من الأميركي، وهو مَن نسمّيه «المشرف الأعلى» على هذه المجزرة الرهيبة التي تُراق فيها الدماء أنهاراً، فإن هذه الحقيقة ستظهر. وبالتأكيد فإن كل كلمة رسمية تصدر عن القيادات في الكيان الصهيوني قابلة للنقض، لأن القرار قد اتُخذ علناً وجرى تعميمه: حذارِ نشر أي كلمة عن وقائع القتال لا سيما عن الخسائر إلّا ما يعممه إعلام جيش العدو، في إطار الرقابة العسكرية الصارمة المفروضة. في هذا السياق يمكن فهم كلام نتنياهو والتعامل معه على قاعدة أنه يجافي الحقيقة الظاهرة للعيان. وهكذا بدا رئيس الوزراء كمَن يكذب على نفسه وهو يقول في بيانه المقتضَب (وبصوت مرتجف): «إن العملية التي نفذتها إيران قد فشلت».

 

فهل كان نتنياهو يهلوس؟ وعلى مَن كان يكذب؟ وهل كان يجهل أن العالم كله يراقب العملية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية وهي تمطر مدن ومناطق فلسطين المحتلة بنحو مئتي صاروخ من مختلف الأصناف والقدرات والمدى الذي يبلغ إليه كلّ صنف منها؟!. والأدهى أن مئات الملايين، حول العالم، كانوا يعاينون المشهد بالعين المجرّدة عبر شاشات التلفزة، ويشاهدون اللهب المرتفع مع الدخان في أجواء فلسطين.

 

وفي التقدير والظن والواقع أن القسم الأكبر من تلك الصواريخ أصاب أهدافه. أما النجاح فيتمثل ليس فقط في إصابة الصواريخ، بدقة، مواقع العدو ومعظمها عسكري، بل خصوصاً في قدرتها على اجتياز القبّتين الحديديّتين: تلك القبة  التي نصبتها الولايات المتحدة فوق الكيان الصهيوني لحمايته، وأمّا الثانية فتلك القبة التي تغطي الوحدات العسكرية الأميركية فوق قواعده المتواجدة بالعشرات في المنطقة بمعظم بلدانها، وفوق حاملات الطائرات والبوارج والزوارق الحربية المنتشرة في معظم بلدان المنطقة، وقد اعترف الأميركي مباشرة في كلام رسمي، بأنه قام بهذه «الوظيفة» دفاعاً عن الكيان الصهيوني.

 

وبعد، يسمح نتنياهو لنفسه بالإدعاء بأن مهمة الصواريخ الإيرانية قد فشلت!

 

في هذا الوقت يوقِع مجاهدو حزب الله جنود الاحتلال في الكمائن القاتلة من دون توقف. ومهما تراكمت بيانات الكذب والنكران، فإن الحقيقة ستطفو فوق صفحة بحر الدم الذي يؤمل أن يتوقف رفده بالمزيد من أنهار دماء المدنيين الأبرياء في لبنان وغزة… ولا نقول جديداً إذا زعمنا أن مساعي التسوية في سباق مع ماراتون الدم، شرط أن يمارس «اليانكي» حدّاً من الضغط الحقيقي على نتنياهو ويعمل على إنزاله من شجرة الغرور والانتفاخ والكراهية التي ساعدته في تسلقها.