Site icon IMLebanon

إيران: سنرد في المكان والزمان المناسب!!!  

 

 

هذه العبارة الشهيرة أطلقت منذ زمن بعيد. وفي الحقيقة ان من استعملها، ولا يزال، والمتخصص بها، هم جماعة الممانعة والمقاومة الذين يرددون العبارة نفسها، وعند أي اعتداء يقع على أي دولة في هذا المحور يأتي الرد نفسه وهو: سنرد في المكان والزمان المناسب.

 

عندي سؤال بسيط جداً: لماذا عندما يتم اعتداء إسرائيلي على أي دولة من دول المقاومة والممانعة يكون الرد: سوف نرد في المكان والزمان المناسب. فمتى يحين وقت هذا الرد؟

 

نبدأ بحكاية اعتداء إسرائيل على المفاعل النووي السوري الذي موّلته إيران بمبلغ 4 مليارات دولار، والذي عرضه الايرانيون على الرئيس حافظ الأسد عام 1998، فكان ردّه الرفض مبرّراً ان نظامه لا يستطيع أن يحمي هذا المشروع لو تمّ إنشاؤه.

 

وهكذا انتظر الايرانيون سنوات عدّة حتى تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم بعد وفاة والده عام 2000، وبعد عامين بالتمام والكمال أي عام 2002 اقترح عليه الايرانيون المشروع… وطبعاً بسبب عدم خبرته، قبل به ظناً منه أنه يفعل شيئاً عظيماً. ولكن فرحته لم تكتمل، إذ أغار الطيران الاسرائيلي على المفاعل النووي الذي أقيم في دير الزور فدمّره تدميراً كاملاً.

 

وهنا بدأت القصة أو الحكاية، إذ جاء الرد في الاذاعة السورية حين صرّح مسؤول عسكري كبير مُردّداً اننا سوف نرد في المكان والزمان المناسب، ولن نترك إسرائيل تستدرجنا الى حيث تريد، لأننا نحن أصحاب القرار ونحن نحدد الموعد.

 

بعد ذلك جرت عدّة اعتداءات على رموز ومسؤولين كبار نذكر منهم:

 

1- عماد مغنية الذي اغتيل في كفرسوسة في سوريا عام 2008.

 

2- مصطفى بدر الدين الذي اغتيل في سوريا عام 2016 في 13 أيار.. بانفجار استهدفه بالقرب من مطار دمشق الدولي ناجم عن قصف مدفعي.

 

3- جهاد عماد مغنية الذي اغتيل في سوريا إثر غارة إسرائيلية على موكبه في القنيطرة في كانون الثاني عام 2015.

 

أما عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني ومعه نائب رئيس «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس بقصف صاروخي استهدف موكبهما بالقرب من مطار بغداد في 3 ك2 2020 بكبسة زر، حيث كانت إحدى المجندات في المخابرات المركزية الاميركية تتابع على التلفزيون فشاهدت موكب السليماني والمهندس، فاتصلت بالمسؤول عنها الذي طلب إليها أن تضغط على الزر، وهكذا قُضيَ على أهم قائد في الحرس الثوري، والذي كان قائداً لـ»فيلق القدس»، والذي أصبح الحاكم العسكري في العراق وسوريا ولبنان واليمن بعد ذلك.

 

وأمس قتلت إسرائيل في سوريا رضى موسوي المسؤول الكبير في الحرس الثوري، والمسؤول عن تسليح الميليشيات والجيش العلوي، وهو مسؤول الدعم اللوجستي لـ»فيلق القدس» أيضاً.

 

هنا جاء الرد نفسه: إنّ إيران سترد على عملية اغتيال المسؤول الكبير رضى موسوي في المكان والزمان المناسب (العبارة نفسها).

 

وليتهم اكتفوا بهذا الشعار، خصوصاً عندما طرحوا اليوم شيئاً جديداً وهو عملية «طوفان الأقصى -2» هذا ما يهدّد به النظام الملالي الايراني… بالمناسبة أريد أن أسأل هذا النظام الذي يرفع شعار محاربة أميركا: ماذا حقق منذ عام 1978، أي منذ ان تسلم آية الله الخميني الحكم بمباركة من الاميركيين حين تمّ طرد الشاه؟:

 

أولاً: حقق حرباً مع العراق دامت 8 سنوات دُمّر خلالها الجيشان  الايراني والعراقي، وتكبّدت كل دولة 1000 مليار دولار. والسؤال: من استفاد من هذه الحرب؟ وهل الاسلام استفاد؟

 

ثانياً: حقق حرباً أهلية في سوريا حيث دُمّرت سوريا من أجل الحفاظ على كرسي الرئيس بشار، فقتل مليون ونصف المليون سوري. وسوريا اليوم بحاجة الى 1000 مليار دولار لتعود كما كانت قبل الحرب.. فهل استفاد الاسلام من تلك الحرب أيضاً؟

 

ثالثاً: حرب اليمن، هناك تحريض من فئة من اليمنيين الذين هم من الزيديين أي الحوثيين من أجل سيطرتهم على اليمن وليكونوا رأس حربة ضد المملكة العربية السعودية. دُمّر اليمن وهو بحاجة أيضاً الى 1000 مليار دولار كي يعود كما كان قبل الحرب. والسؤال هنا أيضاً: ماذا استفاد الاسلام؟

 

رابعاً: في لبنان… صحيح ان مساعدة إيران لـ»الحزب العظيم» ساهمت في تحرير لبنان عام 2000، وكان أوّل انسحاب إسرائيلي من بلد عربي، ولكن منذ ذلك الوقت أصبح شعب لبنان واقتصاده وأراضيه فقط مجرّد صندوق بريد لرسائل إيران إلى إسرائيل… فهنا نطرح السؤال: ماذا استفاد الاسلام من ذلك؟