IMLebanon

من أحداث سوريا الى الشرق الأوسط الجديد  

 

 

هل بات تقسيم سوريا، بضعَ دويلاتٍ، بات أمراً محتوماً؟ السؤال يطرح ذاته بإلحاح شديد، لا سيما بعد بيان الجيش السوري، أمس، الذي أعلن فيه انسحابه من مدينة حماه تحت تسمية «إعادة الانتشار والتموضع»، وبدعوى الحرص على السكان المدنيين. ومن المعلوم أن خرائط التقسيم أكثر من أن تحصى وهي متوافرة على وسائط التواصل الاجتماعي، وبالتالي ليس ثمة ضرورة لذكرها في هذه العجالة التي نطرح فيها بعضاً من  نقط نراها جديرة بالتبصّر والتمعن:

 

أوّلاً – هل صحيح أن الأميركي قد فوجئ فعلاً بالأحداث الحربية الدراماتيكية التي شهدتها سوريا منذ بضعة أيّام والمستمرة بقوة؟ ومَن يصدّق أن الأقمار الصناعية التي تملأ سماء الشرق الأوسط، ما كان منها أميركياً أو روسياً أو أوروبياً أو صينياً الخ… (وأعدادها بالآلاف) لم تصوّر التحرّكات القتالية لجحافل المقاتلين وأسلحتهم الثقيلة وآلياتهم الضخمة من دبّابات وناقلات جند ومنصّات إطلاق الصواريخ؟!.

 

ثانياً – هل يمكن اختزال موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعمه المسلحين بأنه  مجرّد «ردة فعل انتقامية» على تمنّع الرئيس بشار الأسد عن لقائه، رافضاً الوساطة بينهما التي قادها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ وهل يمكن أن يتصرف رئيس تركيا، الدولة الإقليمية البارزة، على قاعدة المشاعر الشخصية، في مسألة استراتيجية بهذا الحجم؟ علماً أن مشاعر أردوغان قد تتخطى الشخصانية لتصل الى الناحية العقيدية الدينية؟

 

ثالثاً – أين إيران من هذا الذي يجري في سوريا، وهي المعنية بهذا البلد العربي الذي يخططون له أن يتحول الى كعكة يتناتشها الكثيرون لتكون ملعباً للزيادات والنواقص؟ منذ لواء الإسكندرون الذي ضمته تركيا (ومَن مِن جيلنا ينسى شعار «استعادة اللواء السليب»؟) ثم الجولان المحتل الذي ضمّه العدو الإسرائيلي الى كيانه العبري. والآتي أعظم.

 

ثالثاً – أين الالتزامات الإيرانية تجاه حلفائها في المنطقة؟ وما مدى جدّيتها، وكيف تُتَرجَم على الأرض؟ وهل ثمة عِبرةٌ تؤخَذ من قطاع غزة والجنوب اللبناني؟!.

 

أخيراً وليس آخراً، هل دخلنا فعلاً في الشرق الأوسط الجديد؟!. وما هي التداعيات على لبنان؟ وهل نبقى، نحن اللبنانيين، في دوّامة المتاهة والعجز المعيب عن سدّ الفراغ الرئاسي المفترَض ملؤه منذ شهر آب من العام قبل الماضي، أي 2022، مع بدء سريان المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية (بداية مهلة الشهرين)؟!.