أطلّ الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم مساء أمس بخطاب أقلّ ما يقال فيه إنه “تمنين” للنازحين، فتحدث عن حفنة من الدولارات بدل مازوت وما شابه، ثم تحدث عن بدل الإيواء للبيوت المهدّمة.
لم يكتفِ بهذا “التمنين” بل أسهب في شكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنها هي التي قدّمت الأموال .
وفي العملية الحسابية، قال الشيخ نعيم قاسم إن المبلغ المقدّم هو في حدود السبعين مليون دولار.
فات الأمين العام لـ “حزب اللّه” أن الخسائر التي أحصتها شركات الإحصاءات تتجاوز العشرة مليارات دولار، فماذا يفعل السبعون مليون دولار مقارنة بالرقم الحقيقي للخسائر؟
الجميع يعرف أن ما أدلى به الشيخ نعيم قاسم من أرقام ودولارات، هو نقطة في بحر الخسائر، فهو يتحدث عن جزء يسير جداً جداً من الخسائر، ويتغاضى في المقابل عن الرقم الحقيقي. ومع ذلك هناك “إيجابية” في ما قاله، وهذه الإيجابية تتمثل في إقراره واعترافه بأن الجمهورية الإيرانية الإسلامية هي المسؤولة عن الدمار الذي حصل، وإلا لماذا هي مرغمة على تقديم المساعدات؟ ولأنها قامت بـ “معروف” فإنه يفترض فيها أن تُكمِل معروفها بتقديم الرقم الحقيقي للخسائر وليس فقط حفنة من الدولارات لتغطية الخسائر بالمليارات.
ثم أليس من غير اللائق أن تقدم إيران التعويضات لأهالي الضحايا؟ أليست هذه الخسائر واردة في جداول الخسائر لديها؟