Site icon IMLebanon

ديناميّة إيرانيّة جديدة في بيروت 

 

 

يعكس المشهد السياسي في السفارة الإيرانية، تواصلاً ديبلوماسياً إيرانياً مع نوابٍ يمثلون كتلاً نيابية عديدة، في خطوة لافتة لاقت أصداءً إيجابية لجهة التعاون المباشر ما بين قوى سياسية متنوعة، في سياق حوار غير مسبوق، شمل أكثر من عنوان داخلي وإقليمي، وفق ما كشفت أوساط نيابية شاركت في اللقاء المذكور، وتوقّعت أن تستتبعه خطوات تصبّ في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين، بعدما كانت في السابق عمليات التواصل تقتصر على المسؤولين السياسيين والديبلوماسيين، كما على القوى الحليفة في بيروت.

 

وعلى الرغم من أن هذه الأوساط النيابية، لم تجزم بإمكان تلمّس نتائج سريعة ومباشرة لهذه الخطوة غير المسبوقة، إلاّ أنها اعتبرت أن المحطة الأبرز، التي بدت لافتة بالشكل والمضمون في لقاء السفارة الإيرانية، قد تمثّلت في مناخ الصراحة والانفتاح على كل الآراء والتوجّهات التي عبّر عنها نواب من انتماءات مختلفة، ولا تتفق بالضرورة مع اتجاهات وخطّ حلفاء طهران في لبنان، أو السياسة الإيرانية عموماً، ومن بين هذه الاتجاهات، كما أضافت الأوساط نفسها، ما يتركز منها على الروزنامة الإيرانية في المنطقة، التي تؤثر في لبنان انطلاقاً من الأجواء التي سادت في الأسابيع الأخيرة، على صعيد العلاقات مع الدول المعنية بالملف اللبناني، وفي مقدمها دول الخليج والمملكة العربية السعودية، في ضوء الاتفاق السعودي – الإيراني الذي حصل أخيراً وبرعاية صينية.

 

وفيما رفضت هذه الأوساط تصوير اللقاء المذكور بالحوار حول استحقاق رئاسة الجمهورية بين الوزير الإيراني ومجموعة من النواب، وجدت أن الجلسة هي مقدمة لمسار من التعاطي الديبلوماسي الجديد مع الأطراف اللبنانية كافةً، أو غالبيتها في الوقت الحالي. ولفتت إلى أن هذا الانفتاح الإيراني يسير بخطى متسارعة من أجل تحقيق خرقٍ في الملفات الداخلية العالقة، وفي مقدمها ما يتعلق وكما أكدت الأوساط، بموضوعي انتخابات رئاسة الجمهورية والتسوية السياسية الداخلية، انطلاقاً من العناوين التي ترفعها الكتل النيابية التي تختلف مع حزب الله حول عدة ملفات أبرزها الاستراتيجية الدفاعية أو العلاقات مع سوريا، أو خطة الإنقاذ الاقتصادية.

 

ولذا، فإن التعاطي الإيراني الذي وصفته الأوساط النيابية نفسها بالمباشر والصريح، يتلاقى مع مسار الحوار والانفتاح على الآخر، الذي تطلقه القوى السياسية التي تتموضع في موقع وسطي على الساحة الداخلية، وتركّز بدورها على الحوار الداخلي والسعي إلى التوافق على مقاربة واحدة للملفات الأساسية، خصوصاً الملفين الرئاسي والاقتصادي، للحؤول دون استمرار الانزلاق نحو الهاوية في ضوء الانقسامات الخطرة إزاء الأولويات السياسية والأمنية، كما الاجتماعية.

 

وعن انطباعاتها حول التعاطي الإيراني بعد الاتفاق مع السعودية، فإن الأوساط ذاتها تحدثت عن أن الوزير عبد اللهيان، قد حرص على الاستماع إلى مداخلات النواب وبشكلٍ خاص الحاضرين وللمرة الأولى في سفارة إيران، علماً أن الملف الأبرز اليوم على الساحة الداخلية الا وهو الاستحقاق الرئاسي ودعم حلفاء طهران لترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، لم يطرحه الوزير الإيراني الذي حصر مداخلته أمام النواب بموضوع اتفاق بكين، موضحاً إيجابيته وتأثيره في لبنان والمنطقة بشكلٍ إيجابي أيضاً.