فعلاً هذا القول ينطبق على الكلام الذي قاله المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، ومفاده إنّ طهران أكدت انها لا تستطيع الاكتفاء بمشاهدة معاناة الشعب اللبناني وتبقى متفرجة، وأن هذا الشعب متمكن وثري ومن الطبيعي إرسال الوقود لمن يشتريه منا.
وأضاف زادة نحن مستعدون لمساعدة لبنان بهذا الخصوص، إذا طلبت الحكومة اللبنانية منا ذلك.
ثم قال نصرالله إنّ استقدام سفينة نفط إيرانية الى لبنان قد فاجأ السفارة الاميركية في لبنان، مؤكداً ان السفينة الثانية ستبحر بعد أيام وستلحق بالسفينة الأولى التي أصبحت في عرض البحر، وشدد على ان النفط الذي نأتي به هو لكل اللبنانيين، وللمستشفيات والأفران، أضاف: نحن لسنا بديلاً للشركات التي تستورد المحروقات ولسنا في مجال التنافس مع أحد.
كلام جميل، ولكن لا بد من أن نتوقف عند بعض الملاحظات:
أولاً: يشترط المسؤول في الخارجية الإيرانية أن تطلب الحكومة اللبنانية من الدولة الإيرانية تزويدها بالمحروقات. هذا مع العلم أن إيران ترزح تحت العقوبات ولا يسمح لها ببيع المحروقات. وهناك حظر… فكيف يستطيع لبنان أن يفك الحظر أو أن يتحدّاه؟
والسؤال: هل يتحمّل لبنان أية عقوبات إن كانت اقتصادية أو مالية؟ طبعاً، يكفينا أنه في عهد «الحزب العظيم» والرئيس الأعظم، انهار القطاع المصرفي، وانتقلنا بفضلهما من دولة غنية فيها ودائع بـ200 مليار دولار، وهذا الرصيد يضاهي رصيد الودائع في البنوك السعودية، أي في أغنى بلد عربي ونفطي.
لقد صرنا اليوم بلداً فقيراً، ولم يبق في البنك المركزي إلاّ 15 مليار دولار فقط لا غير.
ثانياً: إيران تزوّد «الحزب العظيم» سنوياً بمليار دولار أسلحة، ومليار دولار (كاش رواتب). فالسؤال هو : لماذا لا تعطي إيران الدولة اللبنانية «الكاش» كما تعطيه الى «الحزب العظيم»، والدولة (بالكاش) تستطيع أن تشتري ما تريد، ولا يستطيع أحد أن يقول لها أية كلمة، أو أن تتعرّض لأية مساءلة أو أية عقوبة؟
ثالثاً: السيّد حسن، قال إنّ الباخرة الأولى أبحرت والثانية سوف تلتحق بالأولى، فلماذا لم يطلب الباخرة من قبل نظراً لأهمية البنزين والمازوت؟
كلام السيّد «يُحَيّر يلي عمره ما بيحتار».. فعلاً إنه لا يعرف ماذا يريد، فهناك مشكلة بين رغبات السيّد وبين قدراته، وهذه مشكلة كبرى في حدّ ذاتها.
من ناحية ثانية، هناك سؤال أيضاً موجّه للجمهورية الاسلامية الإيرانية… لماذا لا تزوّد سوريا بالنفط والمازوت بدل أن تأخذ سوريا النفط والمازوت من لبنان تهريباً وتدمر الاقتصاد اللبناني، إذ إن سوريا اعتمدت اعتماداً كلياً على البنزين والمازوت من لبنان، حيث كان البنك المركزي يدفع 85% من سعره بالدولار الاميركي فيذهب الى سوريا بسعر 1507 ليرات بدل الـ20.000، أي سعره الحقيقي… فبدل أن يكفي الدعم أربع سنوات لم يكفِ إلاّ سنتين بسبب التهريب الى سوريا..
إنّ الحرص الإيراني ظهر فجأة خاصة وأنّ أزمة الاقتصاد اللبناني وأزمة البنوك عمرها أكثر من سنتين والإيرانيون يعرفون حق المعرفة أنّ سبب هذا الانهيار هو «الحزب العظيم».. فماذا ينتظرون؟
كذلك هل يعتقد الايرانيون أنّ إرسالهم باخرة المازوت إذا وصلت فهل يستطيع أحد أن يستقبلها في أي مرفأ لبناني؟
وماذا أيضاً عن التفريغ، ومَن هي الشركة التي تتجرّأ على التفريغ؟
كذلك نسأل: أي بنك يرضى أن يتعامل مع إيران خاصة أنّ أميركا تقف بالمرصاد؟ وبخاصة أنّ الجميع يعلمون ماذا حل بالبنك الكندي، ولولا حكمة وعلاقات حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة لكان الوضع منذ ذلك الحين أسوأ بكثير.. كذلك ماذا عن بنك الجمّال.. ألا تعلمون ماذا حصل فيه؟
أكتفي بهذه النبذة عن المشاكل التي تنتظرنا بسبب الباخرة التي وعدنا بها السيّد نصرالله… والله يعين.