IMLebanon

الهبة الإيرانية تنغّص فرحة إسرائيل بإلغاء الهبة السعودية

اقترن ارتياح تل أبيب وترحيبها بقرار الرياض وقف هبة الثلاثة مليارات دولار لتمويل تسليح الجيش اللبناني، بمخاوف من أن تخلف إيران السعودية في تزويد الجيش بالسلاح

قرار الرياض إلغاء صفقة التسليح الضخمة للبنان أثار ارتياحاً كبيراً في إسرائيل بسبب «القلق المشترك» السعودي ــــ الإسرائيلي «من وصول السلاح الى حزب الله»، علماً بأن إسرائيل «عملت في السر والعلن لإحباط هذه الصفقة»، بحسب صحيفة «معاريف».

لذلك، تنظر دولة العدو الى القرار السعودي باعتباره تلبية متأخرة لطلبات إسرائيلية سابقة. لكن هذا الارتياح، بحسب الصحيفة نفسها، يقترن بـ»الخشية من أن تحتل إيران مكان الرياض وتعمد الى تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة»، إذ ترى تل أبيب أن مرحلة ما بعد الإلغاء تحمل تهديداً في اتجاهين:

الأول يتعلق بإمكان أن تتصدى إيران لإعادة عرض خدماتها على الحكومة اللبنانية وتحريك الهبة العسكرية غير المشروطة لتسليح الجيش اللبناني. وتنظر تل أبيب بقلق الى عدم وجود سبب منطقي يمكّن أطرافاً في الحكومة اللبنانية من رفض العرض الإيراني، في أعقاب إلغاء الصفقة السعودية ـــــ الفرنسية، وبعد رفع العقوبات الدولية عن إيران.

والثاني، أن صفقة تسليح إيرانية للبنان ستعني خروج إسرائيل من دائرة التأثير المباشر على نوعية السلاح المورد للجيش اللبناني. ففي الحالة السعودية، بإمكان تل أبيب أن تفرض نفسها على المورد الفرنسي وعلى الممول السعودي لمنع تزويد لبنان بأنواع محددة من الوسائل القتالية.

حزب الله يبني قدرات استراتيجية وخسائره في سوريا لم تضعفه

ويبقى الأمل الإسرائيلي بأن تتحقق المصلحتان في آن: أن تبقي السعودية على قرار الامتناع عن تسليح الجيش اللبناني، وفي الوقت نفسه أن تجد أطراف لبنانية، تتقاطع معها في المصالح، ما يمكنها من رفض العرض الإيراني.

موقع «واللا» العبري أشار أمس، في هذا السياق، الى أن تسليح إيران للجيش اللبناني من شأنه أن يؤثر سلباً على أي صراع مستقبلي مع إسرائيل، و»إذا كان الجيش اللبناني بعيداً عن الحدود الإسرائيلية عام 2006، إلا أنه الآن ينشر وحداته العسكرية على طول الحدود، وهناك خشية من أن يعمد الى مساعدة حزب الله في الحرب المقبلة». ولفت الموقع الى التنسيق بين الجيش والحزب وتداعياته، مشيراً الى أن «العامين الماضيين شهدا تنسيقاً عملياتياً وتبادل معلومات استخبارية بين الجانبين، بل وأيضاً تنفيذ عمليات مشتركة ضد مسلحي «داعش» و»النصرة» الذين يحاولون التسلل الى لبنان عبر الأراضي السورية، وتنفيذ هجمات في لبنان».

رغم ذلك، لفت الموقع أيضاً الى وجود مسار تهديد في إضعاف الجيش اللبناني، لأنه سيسبب تعاظماً لقدرة حزب الله وتأثيره على لبنان، و»يبقى أن نتطلع الى الموقف الأميركي، وما إذا كانت واشنطن ستستمر في مساعدة الجيش اللبناني أم سترفع يدها، ما يسمح باستيلاء إيران على لبنان».

الى ذلك، أكدت مصادر أمنية إسرائيلية في حديث إلى «يديعوت أحرونوت» أن تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير الى أن الخسائر التي مني بها حزب الله في سوريا لم تضعف قدرته العسكرية، بل يواصل تعزيزها. ولفتت الى أن الحزب يعمل على تعزيز قدرة استراتيجية تشمل وسائل قتالية مختلفة، من بينها صواريخ بر ــــ بحر وطائرات هجومية من دون طيار، إضافة الى تحسين دقة الإصابة في الصواريخ البعيدة المدى الموجودة في حوزته. وأشارت المصادر الى أن «يقظة» حزب الله واستعداده القتالي لا يزالان قائمين، وهو «في حالة الطوارئ يمكنه أن يتحرك بسرعة وأن ينقل قواته الموجودة في سوريا لخوض القتال ضد إسرائيل».

هليفي: لا مصلحة لنا في حرب مع حزب الله… ولكن

أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، هرتسي هليفي، أن لا مصلحة لإسرائيل أو لحزب الله، في المرحلة الحالية، في المبادرة الى حرب ابتدائية، لكنه أكد في المقابل أن سوء التقدير والحسابات الخاطئة وحادثة موضعية غير مخطط لها ابتداءً، من شأنها أن تتسبّب في تدحرج الجانبين الى حرب. وأضاف هليفي في جلسة استماع مغلقة أمام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، عادت وتسرّبت أقواله لاحقاً الى الاعلام العبري، أن المثال القريب عن «حادثة تخرج عن السيطرة»، يتمثل في ردّ حزب الله على اغتيال (الشهيد سمير) القنطار في كاون الأول الماضي، و»لو كان الرد في مزارع شبعا أقسى مما كان عليه، لكان أدى الى مواجهة واسعة بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله». وبخصوص الحرب في سوريا، قال هليفي إن قدرة شعبة الاستخبارات على الاستنباط والتحليل حول الحرب السورية منخفضة ومقلصة، والتاريخ يشهد على ذلك، في إشارة منه الى الإخفاقات في التقدير الاستخباري الاسرائيلي على مرّ الحرب في سوريا، طوال السنوات الخمس الماضية.