IMLebanon

حكومة إيرانية في لبنان .. بعد اتصال هاتفي

 

 

أقوال فخامته عن السيادة وعن الميثاقية وعن الدستورية التي ظلّ يردّدها خلال 13 شهراً كي يبرّر عدم تشكيل حكومة تبدّت فجأة… من خلال اتصال هاتفي بين «رئيسي» أي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبالتأكيد بمباركة وموافقة أميركية بتلزيم الملف الإيراني للرئيس الفرنسي.

 

أبصرت حكومتنا العزيزة النور، ولكن ماذا عن الثلث المعطل؟ لا أحد يتحدث عنه، وكأنّ الوضع يشبه من يلعب بـ3 ورقات و»أنت وحظك».

 

على كل حال، لن نتوقف عند ظروف تشكيل الحكومة ولا عند إصرار رئيسها الذي قال لأحد الديبلوماسيين «إنها فرصته الأخيرة، فإذا لم يستطع أن يشكل حكومة فإنّ هذا الحلم سيذهب الى الأبد أو على الأقل الى ما بين 5 أو 6 سنوات».

 

لذلك رأينا أنّ دولته كان يتصرّف بكثير من الحذر، وكان يُدْلي بالبيانات والتصريحات التي لو عدنا إليها لكنّا بحاجة الى «منجّم مغربي» ليحل طلاسمها وألغازها لمعرفة ماذا يقول وماذا يريد..

 

أما وقد تشكلت الحكومة بعد 13 شهراً من العذاب الذي مارسه فخامته وصهره العزيز على الشعب اللبناني، فتسبّب بانهيار اقتصادي ومالي وانهيار القطاع المصرفي لأوّل مرة في تاريخ لبنان الى الوقوف 4 أو 5 ساعات للحصول على 20 ليتر بنزين، الى تسوّل المازوت وتضرّر القطاع الصحّي والقطاع التعليمي، الى أزمة الطحين وإلى أزمة «السرڤيس» الذي لا أحد يستطيع التحكم بتحديد أجرة الراكب فيه، الى ارتفاع سعر صرف الدولار من ستة آلاف الى العشرين ألفاً.

 

كلّ هذا وفخامته وصهره يتمسكان بالثلث المعطل، إضافة الى نظرية جديدة هي أنه لا يريد دخول الحكومة، لكنه يريد وزارة الطاقة له أو لأحد المقرّبين منه، حفاظاً على مصالحه، التي أصبحت «فوق الريح» مع الشركاء الجدد في عالم الطاقة، الى وزارة العدل لأنّ فخامته يريد الحفاظ على القاضية الموهوبة الاستاذة غادة عون وإلاّ… كل هذا وحضرة الصهر لا يزال يفكّر بإعطاء الثقة أو لا..

 

المهم أنّ الحكومة تشكلت وهناك بعض الوزراء الجدد. وانطلاقاً من مبدأ «يجب إعطاؤهم فرصة لنرى ماذا سيفعلون» فإنّ علينا أن ننتظر… ومن المبكر جداً أن نعطي رأينا بالحكومة إذ إنّ الانتظار أفضل.

 

أخيراً… فإنّ هناك كلاماً كثيراً يمكن أن يُقال بحق بعض الوزراء… ولكننا لن ندخل اليوم في الأمور الشخصية لهؤلاء، لأنّ الأهم -حسب رأيي- هو محاولة إنقاذ السفينة التي تغرق…

 

من هنا فإننا لن نلجأ الى التهجم على هذه الحكومة أو على بعض وزرائها، وسنمنحها فترة سماح لمدة ثلاثة أشهر، نراقب خلالها عمل الوزراء.

 

ختاماً يجب أن نترحم «على أيام الرئيس حافظ الأسد» إذْ كانت في أيامه تتشكل الحكومات خلال أسبوع، بينما في ظل عهد «آية الله» فإنها أصبحت بحاجة الى أشهر أو سنتين لتشكيلها مع موافقة أميركية.

 

للمناسبة حصلت فرنسا على عقد بـ27 مليار دولار أميركي في العراق… ويُقال أيضاً إنّ هذا العقد هو جزء من الاتفاق على السماح بتشكيل حكومة في لبنان.