IMLebanon

التّران الإيراني

 

الرئيس الإيراني حسن روحاني في بغداد وهو متفائل ويحمل إلى العراق مشروع قطار سكّة حديد يربط طهران وبغداد، يا إلهي على هذا التاريخ الفارسي الذي لا يريد أن ينتهي، أغلب الظنّ أن لا أحد في هذا العالم العربي المترامي يتذكّر كلام علي يونسي [مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية] في أيار العام 2016، برغم خطورة هذا الكلام الذي يؤكّد أنّ ما تفعله إيران اليوم هو امتداد لصراع تاريخي اشتدّ أواره منذ الخلافة العباسيّة، خصوصاً وأن كلامه جاء في مناسبة دينيّة [ذكرى وفاة الإمام الثامن في المذهب الشيعي الاثني عشري، الإمام علي ابن موسى الرضا]، يومها أعلن في اعتراف إيراني صريح وفجّ أنّه «عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد»، كلّ فتنة في هذا التاريخ العربي والإسلامي أصلها فارسي وأبطالها فرس والعقول المدبّرة لها فارسيّة!

 

متى تخرج إيران من المنطقة، من العراق تحديداً، كلّ كوارث المنطقة العربيّة اندلعت منذ أسقطت أميركا بغداد عام 2003 بيد إيران، ومع هذا لا يزال الأميركيّون يضحكون ببضع كلمات على العقول العربية التي قد تظنّ أن أميركا ضد السيطرة الإيرانيّة في بغداد، بالأمس صرّح الممثل الأميركي الخاص لإيران براين هوك بأنّ «إيران تريد تحويل العراق إلى محافظة إيرانية»، «تريد»، لقد حولته بالفعل وتتصرّف معه على أنه محافظة إيرانيّة، ولولا رغبتها في عدم قلب الأمور ضد مصالحها لكانت أعلنته محافظة تابعة لإيران وبشكل رسمي!

 

ستخرج إيران من المنطقة، مهما اعتقدت أن مشاريعها قد تربط المنطقة بطهران، ولو بعد مئة عام ستخرج مهزومة من المنطقة، على الأقل تاريخ الصراع العربي الفارسي يؤكّد لنا أن إيران هزمت هزيمة نكراء ونُكب الموالون لها ومبايعوها القابعين بين ظهراني المنطقة، المؤسف فقط هو عدد المرات التي تتكرر فيها هذه التجربة لأنّ العرب لا يرون أبعد من أنوفهم القصيرة، أيّ زمن عربيّ رديء سلّم العراق بيده لإيران المجوسيّة، زمن يجترّ نفسه منذ زمن البرامكة و»مراجل» الفارسيّة أم الخليفة المأمون، أي نفس طويل هذا الذي يستخدمه الفرس المجوس لهدم البنيان العربي من الدّاخل، منذ اغتيال الخليفة عمر بن الخطّاب وحتى يومنا هذا!

 

عام 1959 نشر الشاعر العراقي قصيدة في مجلة المثقف الجديد البغدادية حملت عنوان «الرّيل وحَمَد» و»الرّيل» هو «التّران»، و»حَمَد» هو الحبيب الذي تعاتبه المحبوبة في هذه القصيدة، وبطل القصيدة «التران»، يأتي الرئيس حسن روحاني إلى بغداد حاملاً معه مشروع قطار مغاير تماماً لـ»الرّيل» الذي نشأ العراقيّون على الترنّم والغناء لرحلته ومعاناة أهل الأهوار وسكان الجنوب العراقي، لا شيء عبثي عند إيران، وهذا عبث بالذكراة والوجدان العراقي!

 

« مرّينه بيكم حمد، واحنه ابقطار الليل واسمعنه، د گ ا گهوه …

 

وشمّينه ريحة هيل

يا ريل … صيح ابقهر …

صيحة عشگ ، يا ريل

هودر هواهم ،

ولگ، حدر السنابل گطه»..

كفى الله المنطقة ولبنان شرّ «التّران» الإيراني!