تمكن قراصنة إيرانيون من قرصنة الموقع الإلكتروني لمستشفى رفيق الحريري الجامعي أمس. لكن الخبراء التقنيين تمكنوا من استرجاع الموقع بسرعة قبل أن يلحظ المواطنون هذه القرصنة. وبينما بدأت تطرح أسئلة عن أسباب استهداف قراصنة إيرانيين لموقع المستشفى ووضع العلم الإيراني، سارعت إدارة المستشفى لتأكيد أنه لم يكن مستهدفاً. وأكدت المستشفى لـ”نداء الوطن” بأن شركة “تيرّا نت” قد أخبرتهم أن سبب الخرق مشكلة في مزود الخدمات لديها. وإن الموقع عاد إلى طبيعته، غير أن الحادثة لفتت النظر إلى الأمن الرقمي والثغرات الموجودة في الشركات المزودة لخدمة الانترنت، كذلك في المواقع الحكومية.
وتفاجأ زوار الموقع بصورة قناع “جاي فوكس” الشهير، والذي ترتديه مجموعة “أنونيموس” التي اعتادت اختراق مواقع حكومية الكترونية، وهو القناع الذي بات يعتمده القراصنة كرمز لهم. وأرفقت الصورة بالعلم الإيراني، وكتب تحتها: “قُرصن من قبل قراصنة إيرانيين. نحن دوماً أقرب اليك ونعلم هويتك، معلوماتك لنا. احذر، حدّث نظامك الأمني”. وأرفقت رسالة المجموعة الإيرانية بعنوانها على تطبيق “انستاغرام” وعنوان بريدها الالكتروني، ربما لتسوّق لنفسها وتحث المواطنين على التواصل معها لمساعدتها لقرصنة المزيد من الأهداف. وعلى صفحتها على “انستاغرام” تنشر المجموعة أسماء مواقع نجحت في قرصنتها، ويبدو واضحاً أنها تستهدف المواقع الحكومية في كثير من البلدان حول العالم.
في حديث لـ”نداء الوطن”، يشرح محمود نصرالله، أحد الشبان المهتمين بأنشطة القراصنة، والذي يكمل تخصصه في مجال التشفير، أن القراصنة يستغلون الثغرات الموجودة في الموقع أو في الشركة المزودة للخدمة. “فالمقرصن يلحظ وجود مشكلة تمكنه من اختراق نظام ما ومن ثم يسحب منه كل المعلومات المتوفرة، بعد أن يرسل فيروساً أو ما يعرف بحصان طروادة”. وإذ تؤكد إدارة المستشفى بأن المشكلة من مزود الخدمة “تيرّا نت”، يلفت نصرالله الى أن الاختراق يعني بأن الشركة لم تجرِ تحديثاً لأنظمة الحماية الخاصة بها، كما يظهر بأن نظام الحماية المستخدم في موقع المستشفى ضعيف. وإذ تنفي المستشفى استهدافها، يؤكد نصرالله أن النفي لا يعني بالضرورة عدم استهداف الموقع، خصوصاً وأنّ المجموعة الإيرانية تعلن بوضوح عبر صفحتها عن استهدافها مواقع لمؤسسات رسمية حول العالم، “ويبدو أن هدفها التخريب واختراق الأنظمة”.
ويدعو نصرالله إلى عدم الاستخفاف بالمسألة، وعدم التعامل مع الخرق وكأنه عابر. بل ويعتبرها رسالة تنبيه للمستخدمين بأنه يمكن اختراق حساباتهم والحصول على معلوماتهم. خصوصاً وإن تأكّد بالفعل ما قالته إدارة المستشفى بأن المشكلة من الشركة المزودة بخدمة الانترنت، “إذ يعني ذلك وجود احتمال بأن يكون قد جرى اختراق حسابات أخرى وسحب المعلومات منها”.