IMLebanon

الغباء ليس له حدود

 

 

عندما طلبت الصهيونية عام 1952 من ألبرت أينشتاين أنيكون رئيساً لدولة إسرائيل وهوصاحب نظرية النسبية، جاءت مقولته الشهيرة تعبيراً عن اللحظة تلك بأنّ: “الغباء ليس له حدود”، وأكبر دليلٍ على هذا الغباء الصهاينة والأميركان والعرب!

 

استوقفتني بالأمس مقالة الزّميل رئيس التحرير عوني الكعكي بمضمونها وعنوانها “بوش يفضح العلاقات بين إسرائيل وإيران”!! والمقال على أهميته السياسية بالدرجة الأولى تجاوز عن الحديث عن كون العلاقة بين إسرائيل وإيران أعمق وأبعد في التّاريخ وفي المستقبل أيضاً!

 

يقدّس اليهود إيران لأنها دولة “شوشندخت” الزوجة اليهودية الوفية للملك يزدجرد الأول ولها مقام مقدس يحجّ إليه اليهود من كل العالم؟ أليست إيران بالنسبة لليهود هي أرض “قورش” مخلصهم وفيها ضريح “استرومردخاي” المقدّس وفيها توفّي النبيّ دانيال ودفن النبيّ حبقوق وكلّهم أنبياء مقدسّون عند اليهود، ويحج يهود العالم إلى إيران لأنّ فيها جثمان “بنيامين” شقيق نبي الله يوسف عليه السلام وأحياناً فاق حبّ اليهود الإسرائيليين لإيران حبهم لمدينة أورشليم!

 

أغلب الظنّ أنّ العرب لم يقرأوا يوماً أنّ المرجع الأعلى ليهود إيران داخل إسرائيل هو الحاخام الأعظم حاخام يديديا شوفط كانت تربطه علاقات وديّة جداً مع ا قائد فيلق القدس الإيراني السّابق قاسم سليماني، أو أنّ نحو مئتي ألف يهودي إيراني في إسرائيل يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران الحاخام الأكبر حاخام يديديا شوفط المقرب من حكام إيران وكنائس اليهود في طهران وحدها تجاوزت 200 معبد يهودي!

 

بالتأكيد اليهود قرأوا وكذلك حلفاؤهم في إيران قد قرأوا أيضاً ولا نعرف ما إذا كان العرب قد قرأوا أيضاً أو سمعوا الحديث النبويّ الشريف عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ (أصفهان)، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ، عَلَيْهِمْ السيجان”رواه أحمد [21/55].

 

أما الأميركان فيدورون في حلقة مفرغة يضحكون فيها على أنفسهم وعلى العالم في ادّعاء السعي للتوصّل إلى وقف إطلاق النّار في غزّة وهم في هذا كاذبون راكعون عشية الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة يستجدون اللوبي اليهودي في سباق الوصل إلى البيت الأبيض، وكلّ ادّعاءات المفاوضات حتى الآن تشي بالخسارة،تمّ فقط تمديد وقت القتل بهدوء أسبوعاً جديداً، كأنّهم يمنحون الوقت مجّاناً لإسرائيل لاستعادة أنفاسها وتوسيع جبهاتها والرسائل الإنسانية الفرنسية والبريطانية وحاملات الطائرات الأميركية تخبرنا أنّها ستقاتل إلى جانب إسرائيل متجاهلين تجربة تواجدهم في المياه الإقليميّة اللبنانيّة التي انتهت بفرارهم نهاية العام 1983 !

 

أمّا على صعيد العرب فحدّث ولا حرج، رحم الله المخرج الكبير مصطفى العقاد الّذي قدّم لنا مشهداً لرؤوس كفّار قريش مجتمعين في سهر وسمر ورغبة في الانتقام تأكل كبد هند بنت عتبة لتثأر من حمزة بن عبد المطّلب عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ووحشيّ العبد الذي وعدته بعتقه وإعطائه وزنه فضة ليرمي غريمها بحربته وهو يتحيّن رقص فيفي عبده وفتلاتها وبرماتها ليرمي السعم ويعبر من فتحة لغطاء حديدي وضعتها على رأسها، وقتل حمزة ونفذ السّهم!

 

لم يتغيّر شيء في المشهد العربي اليوم ، إلا من رحم ربّي” قلوب غليظة لا يعنيها قتل وتشريد عشرات الآلاف وتدمير مناطق ومخيمات كاملة في غزة ورفح وسط انعدام الطعام والماء والدواء والطبابة، العرب مشغولون لم يعودوا يجلسون على الأرض والوسائد الوثيرة صاروا يجلسون على الكراسي المسرح الحمراء ويعتقدون أنّ باستطاعتهم شراء الفن والحضارة، ومن المؤسف أنّ صاحب فيلم “الرسالة” الذي حاربته كل الدول العربية لمنعه من تصوير  فيلمه استشهد في تفجير داعشي وقع في فندق في عمّان، لكن العرب بخير ويتطورون وفيفي عبده ما تزال ترقص على إيقاع الدّماء!