Site icon IMLebanon

قواعد اشتباك جديدة وثالوث بعلبك… المسيّرات والدفاع الجوي والصواريخ البالستيّة 

كتب د. عماد رزق:

 

“ثالوث بعلبك” هو عنوان المرحلة المقبلة اميركياً، للمفارقة فإن البند الذي ادى الى تراجع الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية في ايران كان بسبب الطلب الاميركي منذ 8 سنوات بحث التهديد الايراني الناشئ بسبب برنامج المسيرات والبرنامج الصاروخي والبالستي.

 

الاكيد ان الاشتباك الحاصل اليوم على مستوى ضفتي غرب آسيا وشرق المتوسط، يؤكد ان الاستفزاز الاسرائيلي المتدحرج تجاه الحرس الثوري الايراني في سورية اولاً وفي العراق ثانياً وصولاً الى الاستهداف المباشر لمبنى القنصلية الايرانية في دمشق، العاصمة السورية والاغتيال الـ 40 لقادة ومسؤولين ايرانيين في سوريا والعراق، لن يؤدي الى “الانفجار الكبير” الذي كانت تراهن عليه “اسرائيل” وربما تريده ادارة ترامب المقبلة وما تزال ترفضه القيادة العسكرية والامنية الاميركية وتعمل بكل قواها الميدانية لعرقلة اي تطور في المواجهات المحسوبة والخاضعة لميزان الردع. خطوط حمراء وضعتها مع القيادة العسكرية الاميركية مع بداية العملية العسكرية الاسرائيلية “السيوف الحديدية”.

 

واذا كان مستشار الامن القومي الاميركي جيك سوليفان اعلن عن عقوبات آتية تستهدف برنامج الصواريخ والمسيرات الايرانية وبطبيعة الحال عقوبات سوف تستهدف كيانات تدعم الحرس الثوري ووزارة الدفاع الايرانية.

 

عقوبات بسبب نجاح الصواريخ الايرانية بالدفعات الثلاث وبتكتيك عسكري مميز ومحترف وبإستخدام رؤوس حربية انشطارية تم تطوريها لتشتيت منظومة الدرع الصاروخي الاطلسية في الاردن والمنظومة الاسرائيلية، نجحت الصورايخ الايرانية حيث تأكد للخبراء ان حجم الاستهداف وصل الى دقة عالية تقارب 99% من مسافة اكثر من 1400 كلم.

 

هذا الانجاز التكنولوجي الايراني في تقنيات الاستهداف والتوجيه والاستعلام يؤكد ان اي مواجهة مقبلة سوف يكون لها تداعيات كارثية على هيبة الولايات المتحدة في العالم وعلى تدحرج المواجهات على الجبهات السبعة مع الكيان، وهذا ما ترافق في الهجوم ليل السبت –الاحد 14 نيسان مع استهداف المقاومة في لبنان لنقاط محددة في الجولان والجليل، كانت في اطار “الاوركسترا الصاروخية” لاستهداف قاعدة التجسس والاستعلام المعلوماتي في “الجولان السوري المحتل”.

 

في اضخم هجوم جوي وصاروخي تتعرض له “اسرائيل” والمواجهة المباشرة الاولى للجمهورية الاسلامية في ايران تجاه الكيان الاسرائيلي. اما تكاليف الاعتراض فوصلت الى اكثر من 1.35 مليار دولار اميركي او ما يوازي 5 مليار شيكل. هي ليلة واحدة كانت كفيلة بكشف التقاطع والتنسيق والتخادم بين 4 منظمات دفاع مشترك، (الخليجية والاميركية المتقدمة في الاردن الى الاسرائيلية الاميركية المشتركة وصولاً الى الاميركية البريطانية المشتركة في قبرص) وهذا ما دفع الجانب الروسي للتصريح عبر وزير دفاعه “ان استهداف ايران يعني ان الرد ستشارك فيه روسيا”. فالمواجهة لم تعد بين اسرائيل وايران وهي لم تكن الا امتدادا لتوازنات كبرى من المواجهات في اوكرانيا الى غرب آسيا وشرق المتوسط وصولاً الى الخليج.

 

هي معركة تختصرها مسيرات المقاومة في لبنان الانقضاضية منها والتي تستخدم بكثافة خلال الاسبوع الذي ترافق واسقاط المسيرة الاسرائيلية – الاميركية الاحدث “هيرمس 900″ واللغز يرافق العملية، ليتأكد العدو ان منظومة دفاع جوي متكاملة تغطي مساحة عمليات المقاومة من جبل لبنان الى الجنوب وكذلك على امتداد البقاع. معركة التكنولوجيا ربما تنتظر استخدام جديد لصواريخ موجهة طويلة المدى ذات قدرة تدميرية، سيكون استخدامها دخولنا في معادلة ” ثالوث بعلبك”، حيث سيتصاعد الضغط الاميركي والاسرائيلي على حزب الله في لبنان وفي المنطقة، في وقت توضع ضوابط لعدم توسيع الاشتباك الى اقليمي، واتفق على توسيعها “حرب الجيل الخامس” حيث العقوبات والحرب الاعلامية وتشويه السمعة والابتزاز لتستمر سياسة الاغتيال بأشكالها المختلفة.