IMLebanon

إذا الله راد

 

 

 

محاولة متابعة ما تقوله الصحف الإيرانية صارت واجباً يومياً، مثله مثل قراءة ما تيسّر من تحليلات الصحف الإسرائيلية، وما تجود به مواقع مهتمة بما تنشره الصحف التركية. لماذا صحافة هذه البلدان الثلاثة؟ لأنها ببساطة بلدان مؤثرة في مصائرنا ومستقبلنا. تركيا لا تزال تحلم بعثمنتنا، وإيران تعتبر أنها ضمّتنا إلى أمبراطورية داريوس وإسرائيل ذات الشهية المفتوحة تصطاد في لبنان كما يذهب الهواة إلى التيرو في زمن منقرض، وهذا غير محاولتها الدؤوبة لإبادة الشعب الفلسطيني وتوزيعه على أصقاع الأرض.

 

في جديد الصحف الإيرانية بعد مصرع الرئيس ووزير خارجيته ما يلفت ويثير الانتباه، ليس لأنه يتناول ملابسات مروحية الموت، فهذا شأن إيراني داخلي لا يحقّ لنا التدخّل فيه، بل لأنه يتناولنا نحن تحديداً المواطنين اللبنانيين ومئات الشهداء الذين يتساقطون يومياً في حرب المساندة والمشاغلة.

 

يكتب محلل الشؤون الدولية الإيراني علي بيكدلي مثلاً أن «إيران وأميركا لا تتحمّلان استمرار العداء بينهما طويلاً»، ويلحظ أنّ «السعودية تعمل على التهدئة بينهما»، فيما كانت طهران تستقبل وزير خارجية عُمان حاملاً رسالة أميركية على الأرجح.

 

خبير إيراني آخر هو عبد الرضا فرجي راد يكتب بثقة (يفترض أن يُعاقب عليها) أنّ أميركا «تريد تخفيف التوتر في المنطقة وإنهاء الحرب في غزة». وهو يجزم أنّ واشنطن تصرّ على «متابعة ثلاثة أنواع من الأزمات في الشرق الأوسط لضمان إعادة انتخاب بايدن». أولاً إنهاء حرب غزة، ثانياً إنجاز اتفاق التطبيع مع السعودية، وثالثاً، وهذا ما يعنينا مباشرة «إنجاز اتفاق غير مكتوب مع إيران لخفض التوتر في جنوب لبنان وباب المندب».

 

وبعد، ما معنى كل الخطابات والبهورات؟ وما جدوى كل التضحيات إذا كان المطلوب اتفاقاً أميركياً – إيرانياً غير مكتوب (لماذا غير مكتوب) بشأن لبنان واليمن؟ يبدو أن التمسّك بالحوار برئاسة رئيس المجلس هو الردّ على كل هذه المؤامرات التي يثيرها الإيراني فرجي راد، «إذا الله راد».