ثبات بري على الحريري مغطى من حارة حريك.. وباسيل في الاجواء
يحدد اليوم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الموقف من كل الملفات التي طغت في الأيام الأخيرة في الملف الحكومي، وما آلت اليه الاوضاع المعيشية، وربما يعلن ما لوّح به في خطابه الأخير بأنه اذا ساءت الأمور، فإن حزب الله سيستورد النفط الإيراني الى مرفأ بيروت، كما سيتطرق الى ما يراه مناسبا.
مصادر سياسية متابعة تقول انه سها عن بال بعض القوى السياسية الذين ذهبوا بعيدا في أحلامهم ومخيلاتهم في التسويق للطلاق بين حزب الله والتيار الوطني انهم واهمون، والعلاقة ثابتة وأعمق واشمل من ملف خلافي داخلي، اذا كان صحيحا وموجودا، او تصريح من هنا أو هناك، كما ان تسويق البعض من الذين يعيشون «احلام ليلة صيف» عن سقوط ورقة التفاهم سيصابون بالصدمة، لأنهم لا يعرفون كيف يتعامل حزب الله والسيد شخصيا مع حلفائه، وحتى مع اخصامه السياسيين بالاحترام المتبادل والأخلاق وعدم الفرض و الحوار والنقاش، واحترام التباينات وعدم توسيع رقعة الخلاف، ولذلك فإن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني والحلفاء يحكمها التشاور للوصول الى قواسم مشتركة، مع حق كل طرف التمسك بموقفه وتحديدا في الأمور الداخلية والحكومية .
وتشير المصادر الى ان العديد من قوى ٨ آذار وليس التيار فقط، يرفضون عودة الحريري، وحزب الله يحترم مواقفهم، كما أن العديد من قوي ٨ آذار يوجهون انتقادات لبري ودوره الداخلي وتشدده في الموقف من هنببعل القذافي ضيف الرئيس بشار الأسد، وحزب الله في هذه الحالة لا يتوانى عن توجيه النصح، والاعلان لهؤلاء عن حجم العلاقة بين بري والسيد نصرالله والتي تتقدم على كل الملفات، وعن أن العلاقة ازلية، لكن كل ذلك لم يؤد إلى قطيعة بين الحزب والمنتقدين مع احترام خصوصية الجميع .
واكدت المصادر ان التواصل بين حزب الله والتيار الوطني لم ينقطع لحظة ولن ينقطع، واللقاء الأخير بين باسيل والحاج وفيق صفا انعقد الثلاثاء الماضي واستمع حزب الله إلى شروحات باسيل بشأن مواقفه الأخيرة، كما طرح الحزب وجهة نظره مع تأكيد الحاج وفيق صفا على العلاقة مع التيار الوطني، وأشاد بباسيل كون الاجتماعات معه دائما عقلانية، وبدوره، يدرك باسيل أن بري ما كان قادرا على لعب ورقة الحريري «صولد» وبهذه القوة، لولا غطاء حزب الله.
وبحسب المصادر السياسية، ان الضجيج الإعلامي للبعض حول كلام باسيل والغمز من قناة استياء الحزب منه، هدفه تعميق الخلاف، وهذا من رابع المستحيلات، فالعلاقة أعمق من ملف حكومي في ظل الثوابت المشتركة والرؤية الواحدة لازمات المنطقة والعلاقة مع ســوريا، والأهم يبقى النهج العربي الوحدوي في فكر الرئيس ميشال عون وباسيل اللذين نقلا جمهورا مسيحيا واسعا ووازنا الى خيارات ســياسية تحاكي نهج المقاومة والعروبة والَمسيحية المشرقية، وهذا هو الأساس في العلاقة بينهما، بعيدا عن الزواربب الداخلية ولعبة الحصص المسيئة، ومن حق باسيل التمسك بحقوقه وشروطه، وهذا نهج كل الطبقة السياسية في الحفاظ على امتيازاتها ومواقعها وليس باسيل وحده، فلماذا لايحق لباسيل ما يحق للقوى الحاكمة، هذا بالإضافة الى أن العلاقة بين جمهور الطرفين ثابتة وعميقة، و باسيل بالأساس يتفهّم كليا ظروف الحزب والوضع الشيعي .
واكدت المصادر إن الحل لن يكون على حساب باسيل، وربما يبقى طرح وليد جنبلاط «لا غالب ولا مغلوب» هو الامثل، وبالتالي فإن حزب الله لن يفرض اي حل على اي فريق، وهو سيكتفي بالنصح من أجل إنقاذ البلد قبل السقوط، في ظل اوضاع اقتصادية قاسية، حيث صنفت بيروت كاغلى ثالث مدينة في العالم، في مقابل أدنى أجور، وهذا يفرض على الجميع التواضع، علما ان البلد لن تقوم له قيامة الا باجراءات جذرية على الصعيد الاقتصادي وفتح الاجواء والغاء الاحتكارات والوكالات الحصرية.
فهل يفعلها السيد اليوم، ويعلن إجراءات جذرية والبدء باستيراد النفط والفيول الإيراني بالعملة اللبنانية قبل فوات الأوان لمنع انفجار البلد وسقوط الهيكل على الجميع؟